فوائد الشطة للتخسيس: دراسة متعمقة حول تأثير الفلفل الحار في إنقاص الوزن
تعتبر الشطة أو الفلفل الحار من التوابل التي تضاف إلى الأطعمة لتزيد من نكهتها الحارة، وقد استخدمها البشر لآلاف السنين ليس فقط في الطهي، بل أيضًا في الطب التقليدي. ومع تزايد الاهتمام بأنماط الحياة الصحية وأهمية الحفاظ على الوزن المثالي، بدأت الدراسات العلمية تكشف عن فوائد الشطة في عملية التخسيس. يشير العديد من الخبراء إلى أن إضافة الفلفل الحار إلى النظام الغذائي قد يكون له تأثيرات إيجابية على عملية حرق الدهون، تحسين التمثيل الغذائي، وتقليل الشهية. في هذا المقال، سنتناول فوائد الشطة في التخسيس بشكل مفصل، مستعرضين الأدلة العلمية التي تدعم ذلك.
1. الشطة وحرق الدهون:
تعد الشطة مصدرًا غنيًا بمركب يُعرف باسم “الكابسايسين” (Capsaicin)، وهو المركب الكيميائي الذي يمنح الفلفل الحار طعمه الحار والمميز. الكابسايسين له تأثيرات متعددة على الجسم، ومن أهمها تحفيز عملية “الحرارة الداخلية” أو ما يُعرف بـ “التوليد الحراري”، وهي عملية ينتج خلالها الجسم حرارة إضافية لحرق المزيد من السعرات الحرارية. تشير الأبحاث إلى أن تناول الكابسايسين يمكن أن يزيد من معدلات حرق الدهون في الجسم، وبالتالي يساعد في إنقاص الوزن.
دراسة أجريت في عام 2012 في جامعة ألاباما الأمريكية أظهرت أن الأشخاص الذين تناولوا الكابسايسين بشكل منتظم كانت لديهم زيادة ملحوظة في معدل الأيض (التمثيل الغذائي) مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتناولوه. هذه الزيادة في الأيض تعني أن الجسم يصبح أكثر قدرة على حرق الدهون، حتى عندما لا يتم بذل جهد بدني إضافي.
2. تقليل الشهية وزيادة الشبع:
إحدى الفوائد المثيرة للاهتمام للشطة هي قدرتها على تقليل الشهية، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يسعون لتقليل كمية الطعام التي يتناولونها يوميًا. مركب الكابسايسين يساهم في تقليل الشعور بالجوع عن طريق التأثير على بعض الهرمونات في الجسم التي تتحكم في الشعور بالشبع، مثل هرمون الجريلين (Ghrelin)، وهو هرمون يتم إفرازه عندما يكون الجسم بحاجة للطعام.
دراسة أجريت في عام 2015 أظهرت أن تناول الكابسايسين مع الوجبات يمكن أن يقلل من استهلاك الطعام بنسبة تصل إلى 20%. ويرتبط هذا التأثير بتحفيز الجهاز العصبي لزيادة الشعور بالشبع وتقليل الرغبة في تناول الطعام، مما يساعد في السيطرة على السعرات الحرارية المستهلكة.
3. تحسين التمثيل الغذائي:
إحدى الفوائد البارزة للشطة في مجال التخسيس هي تأثيرها المباشر على تحسين التمثيل الغذائي في الجسم. الكابسايسين يعمل على تحفيز عملية الأيض ويزيد من معدلات الحرق، وهو ما يؤدي إلى تحويل السعرات الحرارية الزائدة إلى طاقة بدلاً من تخزينها على شكل دهون. هذا التحفيز يمكن أن يساعد في تحسين قدرة الجسم على معالجة الطعام وحرق الدهون بشكل أكثر كفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الشطة قد يساهم في زيادة استهلاك الأوكسجين أثناء النشاط البدني، مما يزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون أثناء التمرين. وبالتالي، يمكن أن يكون من المفيد إضافة الفلفل الحار إلى النظام الغذائي اليومي كجزء من استراتيجية لفقدان الوزن، سواء كان ذلك من خلال تناول الطعام أو مكملات الكابسايسين.
4. التحسينات في مستوى السكر في الدم:
من الفوائد الأخرى المرتبطة بتناول الشطة هو تأثيرها المحتمل على تحسين مستويات السكر في الدم. أظهرت دراسة أجريت في عام 2017 أن تناول الكابسايسين يمكن أن يقلل من مقاومة الأنسولين، وهي حالة شائعة تؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم. مقاومة الأنسولين تتسبب في صعوبة الجسم في امتصاص السكر من الدم إلى الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، فإن الكابسايسين يمكن أن يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين وتحسين استجابة الجسم للأنسولين، مما يساهم في التحكم في مستوى السكر في الدم ويساعد في تقليل الوزن.
5. الشطة كمضاد للأكسدة:
العديد من التوابل التي تحتوي على الكابسايسين، بما في ذلك الشطة، تتمتع أيضًا بخصائص مضادة للأكسدة. وتعتبر مضادات الأكسدة أساسية في مكافحة الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري. وبالإضافة إلى فوائدها الصحية العامة، فإن مضادات الأكسدة تلعب دورًا في تقليل الالتهابات في الجسم.
هذه الخاصية تجعل الشطة عنصرًا مفيدًا في الحفاظ على صحة الأنسجة والعضلات، وهو ما يساعد في تحسين أداء الجسم أثناء ممارسة الرياضة. كما أن تقليل الالتهابات يمكن أن يساهم في تقليل احتباس الماء في الجسم، وهو ما يؤدي إلى تحسين شكل الجسم وتقليل تراكم الدهون.
6. تعزيز قدرة الجسم على حرق الدهون أثناء ممارسة الرياضة:
إضافة الفلفل الحار إلى النظام الغذائي يمكن أن يكون له تأثير كبير عند دمجه مع ممارسة الرياضة. تظهر الدراسات أن تناول الكابسايسين قبل التمرين يمكن أن يساعد في زيادة قدرة الجسم على حرق الدهون أثناء النشاط البدني. هذا لا يعني أنه يجب الاعتماد على الشطة فقط لفقدان الوزن، لكن دمجها مع تمرين منتظم يمكن أن يكون له فوائد مضافة.
دراسة أجريت في عام 2013 وجدت أن الأشخاص الذين تناولوا الكابسايسين قبل ممارسة الرياضة كان لديهم زيادة ملحوظة في حرق الدهون مقارنةً بالذين لم يتناولوه. هذا يساعد في جعل عملية التخسيس أكثر فعالية، حيث يُحرق المزيد من الدهون خلال النشاط البدني.
7. التحفيز على زيادة تدفق الدم:
من الآثار الجانبية المفيدة للشطة هو تأثيرها على تحسين تدفق الدم. يُعتقد أن تناول الفلفل الحار يساهم في توسيع الأوعية الدموية، مما يسمح بتدفق المزيد من الدم إلى الأنسجة والعضلات. هذا التحفيز على الدورة الدموية يمكن أن يساعد في تحسين أداء الجسم أثناء التمرين ويساهم في تعزيز القدرة على حرق المزيد من الدهون.
8. التحكم في الدهون غير الصحية:
بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن الشطة قد تساهم في تقليل مستويات الدهون الضارة في الدم، مثل الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL). على الرغم من أن هذه الدراسات لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث، إلا أن هناك دلائل على أن تناول الشطة قد يساعد في تحسين صحة القلب وتقليل تراكم الدهون في الجسم.
الختام:
على الرغم من أن تناول الشطة قد لا يكون الحل السحري لفقدان الوزن، إلا أن إضافتها إلى النظام الغذائي يمكن أن يساهم بشكل إيجابي في تحفيز الجسم على حرق الدهون، زيادة الأيض، تقليل الشهية، وتحسين صحة الأنسجة. لكن، من الضروري أن يتم دمج الشطة مع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة المنتظمة للحصول على أفضل النتائج.
