توجد نظام نجمي مثير للإعجاب يعرف باسم TRAPPIST-1، والذي يقع على بعد حوالي 41 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الحوت. يُعتبر هذا النظام من بين أهم الاكتشافات في علم الفلك الحديث، حيث تم الإعلان عن اكتشافه في عام 2016، وقد أثار اهتمام العلماء والجمهور على حد سواء.
واحدة من أكثر الأجرام الفلكية شهرة في هذا النظام هي TRAPPIST-1c، والتي تعتبر كوكباً فائق الأرضي، أي أنه يمتلك خصائص تجعله يشبه الأرض إلى حد ما، ولكن بميزات تختلف بشكل ملحوظ. يبلغ سطوع النجم TRAPPIST-1 حوالي 17.02، مما يجعله نجمًا داكنًا وباردًا نسبيًا مقارنة بالشمس. يتكون النظام من ما لا يقل عن سبعة كواكب، وTRAPPIST-1c هو واحد منها.
بالنسبة لخصائص TRAPPIST-1c، فإنه يمتلك كتلة تعادل حوالي 1.308 ضعف كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا أثقل قليلاً من الأرض، ولكن هذا الفارق لا يعتبر كبيرًا بالنسبة للمقاييس الكونية. كما أن لديه نصف قطر يعادل حوالي 1.097 مرة نصف قطر الأرض، مما يعني أنه قليلاً أكبر حجماً، وهو سمة شائعة بين الكواكب الفائقة الأرضية.
يتمتع TRAPPIST-1c بمدار يبعد حوالي 0.0158 وحدة فلكية عن نجمه، ويستغرق حوالي 0.006570842 يوم لاكتمال دورته حول النجم، وهو ما يعتبر فترة دوران قصيرة بشكل لافت، مما يؤكد على الأهمية الفلكية لهذا النظام. وعلى الرغم من أنه يمتلك بعض الاختلافات البسيطة في المدار، مثل انحراف بسيط في شكله المداري (بنسبة 0.01)، إلا أنه يبقى من بين الأجسام الفلكية المثيرة للاهتمام.
تم اكتشاف TRAPPIST-1c باستخدام أسلوب العبور أو “Transit”، وهو الأسلوب الذي يتم من خلاله قياس تغيرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب قدم للعلماء فرصة لدراسة تكوينات النظام وخصائص الكواكب بشكل مفصل، وقد ساهم في جعل TRAPPIST-1 واحدة من أكثر الأنظمة الشمسية الأخرى تفصيلاً.
في النهاية، يُعتبر TRAPPIST-1c إحدى أهم الكواكب المكتشفة حديثًا، والتي تسلط الضوء على عالم الكواكب خارج المجموعة الشمسية وتثير الفضول حول إمكانية وجود الحياة خارج الأرض.