في أعماق الفضاء اللامتناهي، تتألق نجم يحمل اسم TOI-4479، يرقد في سماء الكون كنقطة ساطعة على بعد يناهز 263 سنة ضوئية من الأرض. يتميز هذا النجم بلمعانه الذي يبلغ 15.18 درجة حسب المقياس الظاهري، ما يجعله ضمن النجوم الخافتة التي يمكن رصدها بواسطة التلسكوبات الفلكية المتقدمة.
وفي هذا النظام النجمي، يدور كوكب مثير للدهشة يُعرف باسم TOI-4479 b، حيث يظهر بوضوح ككوكب من النمط نبتوني، يشابه في صفاته الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2022، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام العديد من علماء الفلك والباحثين في علم الفضاء.
إحدى السمات المميزة لـ TOI-4479 b هي كتلته الهائلة، حيث يبلغ مضاعف كتلته مقارنة بالأرض 8.35 مرة، مما يمنحه وزنًا فلكيًا هامًا. ولتوضيح ذلك، إذا ما قورن كتلته بكتلة الأرض، سنجدها تتسع إلى 8.35 مرة، مما يعزز فهمنا للأحجام الكونية الضخمة.
ومن خلال التحليل الدقيق، يظهر أن لديه قطر يعادل 0.252 قطرًا لكوكب المشتري في نظامنا الشمسي. تلك الأبعاد تمنح TOI-4479 b مظهرًا متجانسًا مع نمط الكواكب العملاقة الغازية، مما يجعله يندرج تحت فئة الكواكب نبتونية.
يتميز هذا الكوكب البعيد بمداره الذي يبلغ نصف قطره الشمسي حوالي 0.0164، مع فترة دوران تقدر بحوالي 0.003285421 سنة. هذا يعني أنه يحيط حول نجمه المشع TOI-4479 بسرعة رائعة، ويمتاز بتواجده في منطقة ذات تركيب نظامي يضفي عليه ثباتًا فلكيًا.
تبرز نقطة مهمة هي انعدام التحامل في مدار TOI-4479 b، حيث تظهر الدورة الكوكبية بشكل منتظم ودقيق. وتم الكشف عن هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي الطريقة التي تعتمد على رصد النقص في الضوء الذي يصل إلينا من النجم عندما يمر الكوكب أمامه.
تلك الاكتشافات الرائعة تسهم في توسيع أفقنا وفهمنا للكواكب الخارجية وتنويع التركيب الكوني. وتجسد TOI-4479 b جزءًا من الغموض اللامتناهي في عالم الكواكب البعيدة، حيث يمثل نقطة ضوء مشرقة في سماء الفضاء الذي لا ينتهي.