في سماء الفضاء اللانهائي، حيث تتلاعب الكواكب بأنوار النجوم وترقص في ألحان الجاذبية، نجد أحد الكواكب الساحرة التي ألهمت علماء الفلك والباحثين. إنها كوكب Kepler-139 b، الذي يعتبر إحدى المحطات الفضائية الفريدة في مسيرتنا لفهم أسرار الكون.
يحلم المراقبون الفلكيون باللحظة التي يتم فيها اكتشاف كواكب جديدة، وكانت سنة 2014 هي عام الإثارة والتشويق بفضل اكتشاف كوكب Kepler-139 b. يظهر هذا الكوكب في سجلات الفلك بفضل طريقة الاكتشاف عبر العبور أمام نجمه الأم، حيث يحدث تعتيم طفيف ومتكرر يمكن قياسه بدقة عند مراقبة النجم من قبل الراصدين على وجه الأرض.
يتميز Kepler-139 b بعدة خصائص تجعله فريدًا بين أقرانه. يتمتع بكتلة تعادل 8.96 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزناً فلكياً هائلاً يجذب الانتباه. وعند التحدث عن قياسات الأبعاد، يتضح أن لديه نصف قطر يعادل 0.262 من نصف قطر المشتري، مما يجعله يشبه في بنيته الخارجية كوكبا عملاقا من فئة “نبتونيان”، مثل كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
تأخذنا المغامرة في فهم هذا الكوكب أبعد من ذلك، إذ يدور حول نجمه الأم في مدار يبلغ نصف قطره 0.127 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.04325804 يومًا لاكتمال دورته الدورية حول النجم. هذا الكوكب الساحر يتبع مدارًا دائريًا تقريبًا، حيث يظهر انحرافه المداري بشكل ضئيل بلغ 0.0.
تعتبر طريقة اكتشاف Kepler-139 b عبر العبور أمام نجمه الأم، والتي تعتمد على قياس التعتيم المتكرر، وسيلة فعّالة وموثوقة لرصد الكواكب البعيدة. هذا الاكتشاف يلقي الضوء على قدرة البشر على استكشاف أغوار الفضاء اللامتناهي وفهم تنوع العوالم السماوية التي تحيط بنا.
في النهاية، يبقى Kepler-139 b علامة مضيئة في سماء الفضاء، تذكير حي بأن رحلتنا للاكتشاف الكوني مستمرة، وكل نجاح جديد يفتح أمامنا أفقًا جديدًا من التساؤلات والإلهام.