في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتألق نجمٌ صغيرٌ بنور باهر، يُعرف بالاسم Kepler-128. هذا النجم، الذي يحمل في جعبته أسرار الكواكب والفضاء، يكشف لنا عن إحدى عجائب الكون، وهي كوكب Kepler-128 c.
يقع Kepler-128 c على بُعدٍ يناهز 1293 سنة ضوئية من الأرض، في منطقةٍ نائيةٍ من السماء الليلية تستحوذ على فضول المستكشفين وعشاق علم الفلك. يظهر هذا الكوكب كوكب فائق الأرض، ما يعني أنه يتمتع بخصائص تجعله يتجاوز في حجمه وكتلته كوكب الأرض بشكلٍ ملحوظ. وفي هذا السياق، يكون لدينا متعة الاكتشاف والتعرف على خصائص هذا العالم الغامض.
تم اكتشاف Kepler-128 c في عام 2013، حيث كان علماء الفلك يرصدون سماء الليل باستمرار باستخدام تقنية العبور (Transit) للكواكب. هذه التقنية تتيح لنا رصد تغييرات طفيفة في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود كوكب يدور حول هذا النجم. وبهذه الطريقة، تم التعرف على Kepler-128 c وتحديد معلوماته بدقة.
فيما يخص الخصائص الفيزيائية لهذا العالم الفريد، يبلغ كتلة Kepler-128 c نسبة 0.9 مقارنةً بكتلة الأرض، مما يعني أنه أخف قليلاً من كوكبنا الأزرق. وبالنسبة للقطر، يظهر Kepler-128 c بحجم يُقدر بنحو 1.34 مرة من قطر الأرض، ما يمنحه هيئةً فريدة ومذهلة.
لا يقتصر إثارة Kepler-128 c على ذلك فقط، بل يتعلق الأمر أيضًا بمداره حول نجمه. يدور هذا الكوكب الفائق الأرضي على بعد 0.1622 وحدة فلكية من نجمه، ما يجعل فترة دورته الدورية تبلغ حوالي 0.062422995 سنة. وما يميز مداره هو انعدام التمدد في مداره، حيث يظهر بأنه يسلك مدارًا دائريًا بدرجة عالية من الاستقرار، دون أن يظهر أي انحراف في شكله.
إن تلك القصة الملحمية لاكتشاف Kepler-128 c تشكل جزءًا من ملحمة الاستكشاف الفلكي التي تتكشف أمام عيوننا، مما يثير فضول الباحثين ويقدم لنا نافذةً مثيرةً نحو عالم الكواكب البعيدة والأسرار الفلكية التي تحتفظ بها السماء.