في أعماق الفضاء اللامتناهي، حيث تتجلى أسرار الكواكب والأنظمة النجمية، نجد أنظمة فلكية تثير إعجاب العقول البشرية وتوسع آفاق المعرفة. إحدى هذه الكواكب التي تشكل تحفة في تاريخ الاكتشاف الفلكي هي K2-84c.
تتميز K2-84c بموقعها البعيد الذي يبلغ تقريباً 929 سنة ضوئية عن الأرض، ما يعكس بعداً هائلاً يضاف إلى تحديات استكشافها وفهم أسرارها. رغم بُعدِها الشاسع، تتألق هذه الكوكبة بسطوع نجمها الأم، الذي يبلغ درجة لمعانه 13.386، مما يجعله يندرج ضمن فئة النجوم الخافتة.
تعتبر K2-84c من نوع “سوبر إيرث”، وهي تصنف ضمن الكواكب الضخمة التي تتميز بكتلة تتجاوز 4.78 مرة كتلة الأرض. وبالنسبة للأبعاد، يبلغ نصف قطرها ضعف وزن الأرض، مما يمنحها ملمحًا من التميز في عالم الكواكب الخارجية.
تأتي هذه المعلومات إلينا من خلال رصدات دقيقة تمت باستخدام أسلوب العبور (Transit)، الذي يعتمد على قياس تغييرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. تم اكتشاف K2-84c في عام 2016، مما يُضفي على هذا الجسم السماوي اللمسة الخاصة بالتاريخ.
وما يجعل K2-84c أكثر إثارة هو معامل الكتلة الذي يبلغ 4.78 مرة كتلة الأرض، مما يجعلها تحمل مكامن غنية لفهم الظواهر الفيزيائية الفريدة في هذا النظام الكوكبي. وعندما نلقي نظرة على معامل الشعاع، نجد أن قطرها يزيد بنسبة 2.03 عن قطر الأرض، مما يمنحها هوية فريدة وتكويناً جيولوجياً محتملاً يشد انتباه الباحثين.
تدور K2-84c حول نجمها الأم بمسافة تبلغ 0.1768 وحدة فلكية، وتستغرق فقط 0.076386034 يومًا لاكتمال دورتها المدارية. وما يميز هذه الكوكبة أكثر هو استقرارها المداري، حيث يظهر أنها تخلو تماماً من التحولات البيضاوية (Eccentricity) في مدارها، مما يضيف للغز هذا الجسم السماوي.
في نهاية اليوم، يُظهر K2-84c مدى روعة الكواكب البعيدة وتعقيداتها المذهلة. رغم أنها تتسم بالبعد الشاسع والتحديات الفلكية، إلا أنها تعكس جمال الكون وتذكير بأن لدينا الكثير لاكتشافه وفهمه في هذا الفضاء اللامتناهي.