في العالم الفسيح للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، تظهر لنا نجمة تُعرف بالاسم العلمي K2-72، والتي تحمل في حضنها عددًا من الكواكب الساحرة والمثيرة. تلك العوالم الفضائية تدعونا لاكتشاف غرائبها وتاريخها الساحر، ومن بين هذه الكواكب تبرز K2-72 b كوجهة فريدة ومثيرة للاهتمام.
تتميز K2-72 b بموقعها البعيد عنا بمسافة تبلغ حوالي 217.0 سنة ضوئية، ما يعني أنها تنتمي إلى عالم لا يمكننا سوى أن نحلم بالوصول إليه. نجد هذه الكوكبة الساحرة تتلألأ في السماء بشدة بفضل لمعانها الفائق، حيث تصل درجة لمعان النجم K2-72 إلى 15.37.
وما يميز K2-72 b بشكل خاص هو نوعها الفريد كـ “سوبر إرث”. إن مصطلح “سوبر إرث” يشير إلى كوكب يتميز بحجم يفوق الأرض، ولكن دون أن يصل إلى الحد الذي يمكن أن يجعله عملاقًا غازيًا. يتساءل العلماء عن خصائص سطح هذا الكوكب الغامض وتكوينه، وهل يمكن أن يكون لها ظروف تسمح بوجود حياة.
تم اكتشاف K2-72 b في عام 2016، حيث أضاءت أضواء الاكتشاف على هذا العالم الفضائي الذي يشكل لغزًا للعلماء ومحط إعجاب لعشاق الفضاء. يتميز هذا الكوكب بكتلة تعادل 1.28 مرة كتلة الأرض، ونصف قطر يبلغ 1.08 مرة قطر الأرض، مما يجعله يتسم ببنية فريدة قد تختلف عن تلك التي نعرفها في نظامنا الشمسي.
وتدور K2-72 b حول نجمها الأم، K2-72، على مدار بعد يبلغ 0.04 وحدة فلكية، وتستغرق فقط حوالي 0.015331964 يومًا لاكتمال دورتها الدورية حول النجم. يضاف إلى ذلك، تظهر نسبة التمدد في مدارها بواسطة الانحراف المداري، حيث يصل إلى 0.11، ما يضيف لغزاً إضافياً لفهم ديناميات حركتها وتأثير ذلك على بيئتها الفضائية.
لقد جذب اكتشاف K2-72 b الانتباه بوسائل متنوعة، وكانت أحد أبرزها طريقة الكشف باستخدام ظاهرة العبور أو “الترانزيت”. تتيح هذه الطريقة للعلماء رصد التغيرات في السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه، مما يساعد في تحديد معلومات متعددة حول خصائصه.
باختصار، يكمن في K2-72 b كوكب يثير الفضول ويشكل تحديًا للباحثين في مجال الفضاء، حيث يفتح نافذة على عالم جديد قد يحمل في طياته أسرارًا مثيرة عن أصل الكواكب وتكوينها وقدرتها على دعم الحياة.