في إحدى أركان السماء، وعلى بعد مسافة تبلغ 1373 سنة ضوئية من الأرض، تبرز كوكبٌ جديد يدعى K2-385 b في علوم الفلك واكتشاف الكواكب الخارجية. إنه عالم مليء بالغموض والإثارة، حيث تظهر عناصره المميزة والفريدة بشكل لافت.
تمثل K2-385 b نموذجاً مميزاً للكواكب الضخمة خارج نظامنا الشمسي، حيث يصنف كـ “Super Earth”، أو الأرض العظيمة، نظرًا لكتلته الفائقة التي تعادل تقريباً ثلاثة أضعاف كتلة الأرض. يُقدر العلماء معامل كتلته بنسبة 2.98 مقارنة بكتلة الأرض.
وتعتبر السطوح الخارجية للكوكب، بتضخيم نسبته 1.539 مرة بالمقارنة مع نصف قطر الأرض، من بين الظواهر البارزة. هذا يفتح نوافذ الفضول لدى العلماء لاستكشاف طبيعة هذه السطوح والظروف المناخية الممكنة التي قد تكون موجودة على سطحه.
رغم أن المعلومات المتاحة قليلة بشأن مدار K2-385 b وفترة دورانه حول نجمه الأم، فإن الطريقة التي اكتشف بها هذا الكوكب تبرز مدى تطور تكنولوجيا الاكتشاف في مجال الفلك. تم اكتشاف K2-385 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في كمية الضوء التي يستقبلها التلسكوب عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم. هذه الطريقة تتطلب دقة عالية وتقنيات حساسة للكشف عن هذه التغيرات الطفيفة في السطوع.
يتسائل العلماء عن الخصائص الفيزيائية الفريدة لـ K2-385 b، مثل تكوينه الجيولوجي والجوي، وما إذا كان لديه ظروف صالحة للحياة. تحفز هذه الأسئلة الباحثين وتدعوهم إلى مزيد من الدراسات والمراقبة لفهم هذا العالم البعيد.
كل هذه التفاصيل تجسد جهود البشر في استكشاف أسرار الكون وفتح أفقٍ جديد للفهم. ومع تقدم التكنولوجيا، يمكن أن يكون K2-385 b هو البداية فقط لاكتشاف المزيد من الكواكب البعيدة وفهم أعماق الفضاء وغموضه.