في أعماق السماء، تظهر لنا كواكب الفضاء كنجوم بعيدة تتلألأ في عتمة الليل، ومن بين هذه العجائب الفلكية تبرز كوكب K2-368 b، الذي يمثل إضافة مثيرة وملهمة لسجل الكواكب المكتشفة. يعتبر K2-368 b إحدى الكواكب الضخمة التي تنتمي إلى فئة “سوبر إيرث”، وهي الكواكب التي تتميز بكتلة تفوق كتلة الأرض بمرات عديدة.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2022، حيث كانت لحظة مميزة تضاف إلى سجل البشر في استكشاف الكون اللامتناهي. يبلغ المسافة التي تفصلنا عن K2-368 b حوالي 674 وحدة فلكية، ما يعكس البعد الهائل الذي يفصلنا عن هذا العالم الساحر.
تتميز نجم هذا النظام الفلكي، الذي يتواجد في كوكبة القنطور، بسطوعه الذي يبلغ 13.581 درجة نجومية، مما يجعله غير مرئي للعين المجردة ويتطلب استخدام التلسكوبات الفلكية المتطورة لرصد ودراسة تلك الظواهر الكونية.
يعتبر K2-368 b كوكبًا ضخمًا بكتلة تعادل 2.34 مرة كتلة الأرض، وهذا يضعه في فئة الكواكب الضخمة جدًا التي تمثل تحديات فلكية كبيرة في فهم طبيعتها وتكوينها. كما أن لديه نصف قطر يعادل 1.332 مرة نصف قطر الأرض، مما يبرز حجمه الاستثنائي ويضيف لغزًا آخر لفهمنا لتنوع الكواكب في الفضاء.
معلومات مثيرة تكمن في تفاصيل مثل فترة الانقضاض الشمسي لهذا الكوكب، حيث تبلغ 0.0136892535 يومًا، مما يجسد سرعة دورانه حول نجمه. وفيما يتعلق بالشكل البيضاوي لمداره، يظهر أن الكوكب يتمتع بدورة مدارية تقترب من الدورة المدارية المستديمة.
تم اكتشاف K2-368 b باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث تتابع الكوكب مروره أمام نجمه الأم، مما يسفر عن تغيير طفيف في السطوع يمكن رصده من قبل الرصد الفلكي. هذا الأسلوب الدقيق في الكشف يمكنه توفير معلومات قيمة حول خصائص الكواكب وتكوينها.
في الختام، يثير كوكب K2-368 b فضول العلماء والباحثين، حيث يشكل تحديًا مثيرًا لاستكشاف أسراره وتفاصيله الفلكية. تلك اللحظة التاريخية في عام 2022 لن تكون النهاية، بل هي بداية لرحلة مثيرة للكشف عن أسرار الفضاء اللامتناهي والكواكب البعيدة.