تتناثر في سماء اللامكان نجوم لامعة تروي قصص الكواكب والأجرام السماوية، ومن بين هذه الحكايات المثيرة تبرز كوكب يُدعى K2-19c، الذي يستقر في بُعد فلكي يبلغ حوالي 945.0 سنة ضوئية عن الأرض. يظهر هذا الكوكب كنقطة ضعيفة في سماء الليل، حيث يبلغ تألقه النجمي 13.024 مقداراً، ما يضفي عليه رونقاً غامضاً في سماء الفضاء.
K2-19c ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، وهي الفئة التي تتسم بخصائص مشابهة لتلك التي تميز كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. اكتُشف هذا الكوكب الساحر في عام 2015، إضافة جديدة إلى خارطة الكواكب البعيدة التي تتداول حول نجوم أخرى.
تتحفنا بيانات فلكية أكثر تفصيلاً بتركيبة K2-19c، حيث يبلغ وزنها النوعي 10.8 مرة أكثر من كتلة الأرض، مما يجعلها كوكباً ذا كتلة هائلة يجذب الانتباه. يتم قياس نصف قطرها بنسبة 0.366 مقارنة بنصف قطر كوكب المشتري، مما يعكس حجماً لافتاً يبرز في سماء هذا النظام الشمسي البعيد.
تدور K2-19c حول نجمها الأم، متألقة بشكل مميز، على مدار بعد فلكي يُقدر بحوالي 0.0971 وحدة فلكية. تستغرق هذه الرحلة الفلكية حوالي 0.032580424 سنة، إضافة إلى أنها تتميز بشكل مثير بشذوذ مداري يصل إلى 0.21، مما يجعل حركتها حول النجم غاية في الإثارة والتعقيد.
تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يُلاحظ العلماء تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تتيح للباحثين استنتاج العديد من الخصائص الفيزيائية للكوكب، مما يسهم في فهم أعماق الكون وتعقيداته.
إن K2-19c يضيء في سماء الليل كنجمة بعيدة تحمل في طياتها أسرار الفضاء وجمال الكواكب البعيدة. يعكس وجودها قصة مثيرة عن تنوع الكواكب وغموض الكون، مما يشد انتباه العلماء والرواد الفضائيين إلى أفق الاستكشاف الفلكي والتفكير في أسرار الكواكب المجهولة.