في إحدى الملايين من السنوات الضوئية عنا، يظهر في سماء الليل كوكب جديد يحمل اسمًا فلكيًا يدعى K2-147 b، إحدى أحدث اكتشافات علماء الفلك. يعد K2-147 b من الكواكب الخارجية لنظامنا الشمسي، حيث يتمركز في منطقة بعيدة ومجهولة تمامًا للعين البشرية.
تمتلك K2-147 b خصائص فلكية فريدة وملفتة للاهتمام. تتمثل بعض هذه الخصائص في المسافة الهائلة التي تفصل بينه وبيننا، حيث تصل إلى 295.0 سنة ضوئية. ورغم بُعد المسافة، يتلألأ هذا الكوكب في سماء الليل بلمعان معين يُظهر قوته وجماله.
تتباهى K2-147 b بسطوع نجمها الأم، الذي يبلغ تألقه الظاهري 14.044. يتلألأ النجم بقوة في السماء، ويشكل مع الكوكب مشهدًا ساحرًا يروي قصة الارتباط الكوني الفريد الذي يجمع بين الكواكب ونجومها.
تتبوأ K2-147 b مكانة مميزة في عائلة الكواكب الصخرية، حيث يُصنف ككوكب صخري (Terrestrial)، وهو يشير إلى وجود سطح صلب مشابه للأرض. تمتلك هذه الكوكب الصخري خصائص تشبه الأرض من حيث تكوينها وهيكلها الجيولوجي.
لقد عثر على K2-147 b في عام 2018 من خلال الدراسات والملاحظات التي قام بها علماء الفلك باستخدام أساليب الكشف عبر العبور (Transit). تتضمن هذه الطريقة تحليل تغيرات السطوع التي يتسبب فيها مرور الكوكب أمام نجمه، مما يُسهم في كشف وجوده وتحديد بعض خصائصه.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب، يعبر K2-147 b عن نفسه بكتلة تعادل 0.315 مرة من كتلة الأرض، مما يكشف عن طابعه الخفيف والغير الضار على نظامه الشمسي. وبالنسبة لحجمه، يُقاس نصف قطره بنسبة 0.73 مرة من نصف قطر الأرض، مما يجعله كوكبًا متوسط الحجم.
يدور K2-147 b حول نجمه الأم في مدار يبلغ شعاعه 0.0159 وفترة دوران تقارب 0.0027378509 سنة، وتكمن تلك البيانات في القلب الحيوي لفهم طبيعة هذا الكوكب وتصنيفه ضمن الأنظمة الفلكية البعيدة.
تتميز K2-147 b بعدم انحراف مداره عن التماثل (Eccentricity)، مما يُظهر استقراره في مساره حول النجم الأم. وتعتمد هذه المعلومة على القياسات الدقيقة التي قام بها علماء الفلك لتتبع حركة هذا الكوكب على مر الزمن.
تشكل وسيلة الكشف التي تم استخدامها لاكتشاف K2-147 b، وهي الكشف عبر العبور، جزءًا أساسيًا من التقنيات المستخدمة في مجال الفلك الحديث. تساعد هذه الطريقة في توسيع أفق البحث عن الكواكب خارج نظامنا الشمسي وتزويدنا بفهم أعمق حول تنوع الكواكب وخصائصها.
باختصار، يعد K2-147 b إضافة مهمة لكتالوج الكواكب الخارجية، حيث يبرز بفضل خصائصه الفريدة ومكانته البعيدة في الكون اللامتناهي، ويفتح الباب أمام مزيد من الاستكشاف والاكتشافات في عالم الكواكب البعيدة.