عندما نتجول في أعماق السماء ونتسلل إلى أسرار الكون، نجد أنظمة فلكية تحمل في طياتها أسراراً مثيرة وكواكباً تعزز فهمنا لتنوع هياكل الكواكب المختلفة. أحد هذه العوالم البعيدة التي اكتشفت حديثًا تحمل اسم K2-138 g، كوكب يندرج ضمن تصنيف الكواكب من نوع “نبتونية”، ما يعني أنه يشبه في خصائصه كوكب نبتون العملاق في النظام الشمسي.
تألق هذا الكوكب البعيد في سماء الليل يظهر بدرجة تألق تبلغ 12.246 درجة، ما يجعله يندرج ضمن الأجرام الفلكية التي يصعب رؤيتها بالعين المجردة. يقع K2-138 g على بُعد يبلغ حوالي 661.0 سنة ضوئية عنا، ما يجعله جارًا فلكيًا بعيدًا يعيش في نظامه الخاص.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يتميز K2-138 g بكتلة تعادل 4.32 مرة كتلة الأرض، وهو معيار يستخدم لقياس الكتلة الكوكبية بالنسبة إلى كوكب الأرض. كما أن نصف قطره يعادل 0.269 نصف قطر الكوكب المشتري، مما يشير إلى حجمه الصغير مقارنةً بالكواكب العملاقة.
يدور K2-138 g حول نجمه الأم بشكل أمثل على مدار يبلغ حوالي 0.23109 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 0.114989735 يوماً. تتميز المدارات الكوكبية بتفاصيل مثيرة، حيث تكشف الاستنتاجات الأخيرة عن وجود انحراف بسيط في مسار الكوكب بلغت قيمة الاستدارة حوالي 0.06، ما يجسد التعقيد الديناميكي لهذا النظام.
تم اكتشاف K2-138 g بواسطة الطريقة الفلكية المعروفة باسم “العبور” (Transit)، حيث يتم رصد التغيرات في سطوع النجم الأم نتيجة لعبور الكوكب أمامه. تلك التقنية الدقيقة تسمح للعلماء بالكشف عن أجرام فلكية بعيدة والتحقق من خصائصها بدقة.
في النهاية، يعد اكتشاف K2-138 g خطوة جديدة في رحلتنا لفهم التشكيلات الفلكية وتنوع الكواكب في أنحاء الكون، حيث تبقى أسرار الفضاء اللامتناهي محفوظة في رحاب السماء، تنتظر العلماء والمستكشفين لكشف المزيد من أسرارها.