عندما نغوص في أعماق السماء ونتأمل جمال الكون، نجد أنه يحتفظ بأسرار لا حصر لها، ومن بين هذه الأسرار تبرز الكواكب التي تدور في فلك الفضاء اللامتناهي. من بين هذه الكواكب، يظهر لنا HIP 97166 c كجسم فلكي مذهل يحمل في طياته العديد من الخصائص الرائعة التي تثير فضولنا.
تمثل HIP 97166 c إحدى الكواكب البعيدة في السماء، حيث تبلغ مسافتها الكونية ما يقارب 215.0 سنة ضوئية. يُعَدُّ تلك الكوكبة النائية محط اهتمام علماء الفلك والباحثين في مجال علوم الكواكب، حيث يتنافسون على فهم أسرارها وتفاصيلها الفريدة.
تتميز HIP 97166 c بلمعان نجمها الأم، إذ يصل تألقه إلى 9.92 درجة، مما يجعله يمثل نجمًا ذا سطوع معتدل يأسر الأبصار في الليالي الظلماء. يتميز هذا النجم بحق بجاذبيته الفائقة، حيث يجلب الأنظار نحوه بسحره الخاص.
تعتبر HIP 97166 c من فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، إذ تحمل في طياتها سماتٍ تشبه تلك الكوكب العملاق في نظامنا الشمسي. تعتبر هذه الشبهة الكوكبية مصدر إلهام للعديد من العلماء الذين يسعون لفهم تكوينها وخصائصها المدهشة.
لقد كشفت أبحاث علماء الفلك عن وجود HIP 97166 c في عام 2021، مما أضاف بابًا جديدًا من الاكتشافات إلى سجلات الفضاء وأسراره اللامحدودة. هذا الاكتشاف يُظهر لنا مدى تطور الأدوات والتقنيات التي يستخدمها الباحثون لاستكشاف عمق الكون والتفاعل مع عجائبه.
من الجوانب المثيرة للاهتمام هي القياسات الفلكية المذهلة لHIP 97166 c. حيث يُشير معامل كتلتها إلى أنها تزن حوالي 9.9 مرة أكثر من كتلة الأرض، مما يجعلها كوكبًا ذا كتلة هائلة تتحدى فهمنا لتشكل الكواكب. وعند النظر إلى قياسات نصف قطرها، نجد أنها تعادل 0.278 من نصف قطر كوكب المشتري، مما يبرز حجمها الضخم بين كواكب النظام الشمسي.
تتحدد حركة HIP 97166 c في فلكها الخاص بمدار يُقدر بنحو 0.124 من المسافة الشمسية. وعلى الرغم من أن فترة دورانها حول نجمها تعد قصيرة بمقارنة مع الأرض، إلا أنها تضيف تنوعًا جديدًا لأنظمة الكواكب في الكون.
من السمات الرائعة أيضًا هو الزاوية المدارية لـ HIP 97166 c، حيث تظهر بانحراف يصل إلى 0.25، مما يعكس طابعًا مميزًا في حركتها حول نجمها الأم.
تم اكتشاف HIP 97166 c باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس تأثير حركة الكوكب على حركة نجمه الأم. هذا الأسلوب الابتكاري يسمح للعلماء بفحص الكواكب البعيدة والتعرف على خصائصها بدقة.
في نهاية المطاف، تظهر HIP 97166 c كنافذة جديدة نحو فهم أعماق الفضاء، حيث تجمع بين السحر الفلكي والألغاز العلمية. ومع كل اكتشاف جديد، يتسع نطاق معرفتنا وينمو إعجابنا بتلك الكواكب البعيدة التي تتناغم مع إيقاع الكون وتروي لنا حكايات لا تنتهي.