تعد كواكب النظام الشمسي جزءًا من عجائب الكون التي تستمر في إلهام البشرية، ولكن عندما نلقي نظرة على الكواكب المكتشفة خارج نطاق نظامنا الشمسي، ندخل عالمًا جديدًا من الغموض والتحديات الفلكية. واحدة من هذه الكواكب الرائعة هي “HD 125390 b”، التي تشكل جزءًا من فصيلة الكواكب العملاقة الغازية.
تم اكتشاف HD 125390 b في عام 2019، مما أضاف بعدًا جديدًا إلى قائمة الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى خارج نطاق نظامنا الشمسي. يبلغ مسافتها عنا حوالي 501.0 سنة ضوئية، وتظهر كنجمة ذات سطوع تقدر بحوالي 8.21 درجة من الشدة، مما يجعلها ضمن النجوم التي يمكن رؤيتها بواسطة المراقب المجري.
تميزت HD 125390 b بكونها عملاقة غازية، حيث يتجلى ذلك في نوعها ككوكب من النوع “Gas Giant”. يعكس ذلك التكوين الفريد لها والذي يجمع بين الغازات المتنوعة والطبقات المتدرجة التي تشكل سطحها. واحتلت مكانة فريدة في فئتها بفضل خصائصها الفيزيائية والكيميائية التي تجعلها تبرز بين كواكب النظام الشمسي الأخرى.
فيما يتعلق بالبنية الفيزيائية لـ HD 125390 b، يظهر أن لديها كتلة تعادل 28.83791 مرة كتلة المشتري، مما يجعلها إحدى الكواكب ذات الكتلة الضخمة. وبالمثل، يبلغ نصف قطرها 1.06 مرة نصف قطر المشتري، مما يمنحها حجمًا استثنائياً يبرز بين الكواكب الأخرى في الفضاء الخارجي.
تدور HD 125390 b حول نجمها الأم، HD 125390، على بعد يبلغ 3.49516 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانها حوالي 4.8 أيام. ومع ذلك، يظهر أنها تتمتع بمدار ذو توابع، حيث يبلغ التحوم في مدارها حوالي 0.6، مما يضيف جوانبًا إضافية من التعقيد إلى حركتها المدارية.
تم اكتشاف HD 125390 b باستخدام أسلوب الكشف بواسطة السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس تأثير حركة النجم الأم نحو وعن الراصد على شكل تغير في الطول الموجي للضوء الذي يصل إلينا، مما يشير إلى وجود كوكب يؤثر في الجاذبية على حركة النجم.
بهذه الطريقة، يظهر HD 125390 b ككوكب غازي فريد في عالم الفضاء، حيث تتجسد ملامحها وخصائصها بأسلوب يثير الدهشة والتساؤلات لدى علماء الفضاء والمهتمين بأسرار الكون.