في أعماق السماء اللامتناهية تتألق نجمٌ بريقه يمتزج بالسواد العميق للكون، وفي هذا السياق الساحر يظهر لنا عجب كوني يُدعى HAT-P-51 b، وهو كوكب غازي عملاق يحمل في طياته أسراراً فلكية تلهم الفضول وتفتح نوافذ على عالم الكواكب البعيدة.
بعد أن قامت أعين العلماء بمهمة فحص دقيق للسماء، تم اكتشاف HAT-P-51 b في عام 2015، وهو يتواجد على بُعد يبلغ حوالي 1436 سنة ضوئية منا. يتألق هذا العملاق الغازي بلمعانٍ قدره 13.51 درجة نجومية، ورغم بعده الهائل يظل يلفت الأنظار ببريقه البعيد.
ينتمي HAT-P-51 b إلى فئة الكواكب العملاقة الغازية، حيث يتشكل جسمه السماوي بفضل وفرة الهيدروجين والهليوم وغيرها من الغازات الثقيلة. ومن المثير للاهتمام أن كواكب هذا النوع يعتبرون جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الفلكي، حيث تظهر ميزاتها الفريدة وتعزز فهمنا لتكوين الأنظمة الشمسية البعيدة.
عند النظر إلى خصائص HAT-P-51 b، نجد أنه يحمل عبءاً فلكياً يعادل حوالي 0.309 من كتلة المشتري، وهو إحدى الوحدات الأساسية التي نستخدمها لفهم الأحمال الفلكية. كما يُلاحظ أن قطره يعادل تقريباً 1.293 مرة قطر المشتري، مما يجسد تنوع الأحجام بين الكواكب الخارجية.
تدور هذه الكوكبة البعيدة في فلك HAT-P-51 b على مسافة تبلغ 0.05069 وحدة فلكية، وتحتاج إلى حوالي 0.011498973 يوماً لاكتمال دورتها حول نجمها الأم. وفي ملامح أخرى من السحر الكوني، يظهر لنا أن هذا الكوكب يمتاز بشكل طفيف بالانحراف عن المدار المستقيم، حيث يبلغ إستواءه (الانحراف عن المدار المستقيم) نحو 0.123.
لم تكتفِ العلماء برؤية هذا الكوكب العجيب عبر التلسكوبات فقط، بل تمكنوا من اكتشافه عن طريق ظاهرة العبور الكوكبي، أو ما يُعرف بالـ Transit، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، ويُلاحظ انخفاض طفيف في سطوع النجم. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للعلماء بقياس العديد من المعلمات الكوكبية بشكل دقيق، من حجمه إلى تكوينه الجوي.
إن اكتشاف HAT-P-51 b يمثل نقطة فارقة في رحلة الإنسان لاستكشاف الكواكب البعيدة، حيث تتفتح أمامنا فرص جديدة لفهم تكوين وتطور الأنظمة الكونية. وفي كل نجم يكمن عالم جديد ينتظر أن يكشف عن أسراره، مما يزيد من إعجابنا وتساؤلاتنا حول هذا الكون اللامتناهي والمحمل بالغموض والإثارة.