في أعماق السماء اللامعة، تتلألأ نجمة GJ 180 بوهجها الخافت، تحمل في جعبتها أسرار عديدة، ومن بين تلك الأسرار يبرز كوكب GJ 180 b، الكوكب الذي يطل علينا من بعيد كنقطة ضوء باهرة في عالم الفضاء. يتميز هذا الكوكب بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والمستكشفين الفضائيين على حد سواء.
بدأت رحلة استكشاف GJ 180 b في عام 2014، حينما كان العلماء يستخدمون أساليب الكشف عن الكواكب البعيدة. كان للكشف بطريقة السرعة الشعاعية الدور الأبرز في اكتشاف هذا العالم الجديد، حيث تأثير جاذبية الكوكب يتسبب في تقلبات دقيقة في حركة النجم الأم GJ 180، ما يتيح للعلماء قياس هذه التغيرات والكشف عن وجود كوكب يدور حوله.
GJ 180 b يتمتع بخصائص مذهلة، فهو من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يشبه في العديد من جوانبه الكوكب نبتون الزهرة الثامنة في المجموعة الشمسية. يبلغ الكوكب تقريباً مضاعف كتلة الأرض 6.49 مرة، وهذا يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة مقارنة بأرضنا الصغيرة. وعندما نأخذ بعين الاعتبار قطره الذي يعادل 0.217 مرة قطر المشتري، يظهر الكوكب بأبعاد تشبه تلك العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي.
يتحرك GJ 180 b في مداره حول نجمه الأم بشكل متميز، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.092 وفترة الدوران حول النجم تبلغ حوالي 0.04681725 سنة. وإضافة إلى ذلك، يظهر تميز الكوكب أكثر فأكثر عند النظر إلى الشكل البيضاوي لمداره، حيث يكشف الانحراف البسيط بنسبة 0.07 عن تكوينه الفريد.
تحمل عملية الكشف عن GJ 180 b الطابع الاستثنائي للتقنيات المستخدمة، حيث اعتمد العلماء على السرعة الشعاعية لقياس التأثيرات الدقيقة التي يفرضها الكوكب على حركة نجمه الأم. هذا الأسلوب المعقد يكشف عن أسرار الفضاء ويمنحنا فهمًا أعمق للعوالم البعيدة.
في النهاية، يظهر GJ 180 b كوكب فريد يستحق الاهتمام والدراسة المستمرة، حيث يمثل نقطة منيرة في سماء الفضاء، تشير إلى تعقيدات وجماليات تلك الكواكب البعيدة التي تلعب دورًا هامًا في فهمنا للكون وتاريخه اللامتناهي.