في العمق السحيق للسماء الليلية، تبرز نجمة بريقها بشكل مميز، هي نظام 47 Ursae Majoris، والمعروفة أيضًا باسم 47 UMa. تلك النجمة، التي تقع في كوكبة الدب الأكبر، تعتبر واحدة من الأجرام السماوية المثيرة للاهتمام والتي تحمل مجموعة من الأسرار الفلكية المذهلة.
تتميز 47 Ursae Majoris بموقعها البارز في السماء، حيث تقع على بعد حوالي 45.0 سنة ضوئية من الأرض. تلك البُعد الفلكي يضفي على هذا النظام النجمي سحرًا فريدًا ويشد انتباه الفلكيين والباحثين على حد سواء.
رغم بريقها اللامع، إلا أن نجمة 47 Ursae Majoris لا تكتفي بأن تكون مصدرًا للإشعاع الساطع في السماء، بل تحمل معها قصة أكبر، فقد كشفت الدراسات والمراقبات الفلكية أن لديها رفيق ضخم يدعى 47 Ursae Majoris d، والذي يُصنف كعملاق غازي.
تم اكتشاف هذا الكوكب العملاق في عام 2009، وهو إحدى الكواكب التي تدور حول هذا النجم البعيد. يتمتع 47 Ursae Majoris d بسمات مميزة تضيف إلى جاذبيته، حيث يتميز بنوعه كعملاق غازي، مما يجعله يتمتع بأبعاد فلكية تذهل العقول.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يظهر 47 Ursae Majoris d بكتلة تعادل 1.64 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. وليس ذلك وحسب، بل يتميز بقطر يعادل 1.2 مرة قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا ضخمًا ينتمي إلى فئة الأعمال الفلكية الضخمة.
تدور 47 Ursae Majoris d حول نجمها الأم، بمسافة تبلغ حوالي 11.6 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 38.4 يومًا. يضفي الانحراف المداري البسيط، الذي يبلغ 0.16، لمسة من التعقيد على حركته حول مصدره الضوء.
تم اكتشاف 47 Ursae Majoris d باستخدام أسلوب الكشف باستخدام السرعة الشعاعية، الذي يعتمد على قياس تأثير حركة النجم نحو الأرض وبعيدًا عنها. هذه التقنية الفلكية المتطورة سمحت للباحثين بفهم تكوين هذا النظام النجمي وخصائص الكواكب التي تدور حوله.
في النهاية، يُظهر نظام 47 Ursae Majoris كيف يمكن للكواكب العملاقة أن تستمر في إثارة فضولنا وتحفيز استكشاف الكون اللامتناهي. هذا الاكتشاف يمثل إضافة قيمة إلى ميدان الفلك، حيث يُلقي الضوء على عجائب الكون ويفتح أفقًا جديدًا لفهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي.