تعتبر كواكب المجرة والفضاء الخارجي موضوعًا مثيرًا يحمل في طياته العديد من الألغاز والاكتشافات العلمية الرائعة. واحدة من هذه الكواكب الساحرة هي “كيبلر-570 ب”. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2016 باستخدام أسلوب العبور، الذي يُعد وسيلة حديثة وفعالة لرصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تتميز “كيبلر-570 ب” بمجموعة من الخصائص المثيرة والفريدة، مما يجعلها تحفة في عالم الفضاء. يتواجد هذا الكوكب البعيد على بعد تقريبي يبلغ 1853.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعله جزءًا من النظام النجمي البعيد الذي يطلق عليه اسم “كيبلر-570”. وعلى الرغم من بعده الشاسع، يظهر الكوكب بشكل بسيط في السماء مع قيمة سطوع فلكي تبلغ 14.451.
تتميز “كيبلر-570 ب” بطابعها الفريد كوكوكب من نوع “نبتوني”. يعني ذلك أن الكوكب يحمل تشابهًا مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي، سواء من حيث الحجم أو التكوين. وبفضل تقنيات الرصد الفعّالة، تم قياس كتلة الكوكب بمعامل يبلغ 6.57 مرة كتلة الأرض، مما يبرز تباينا ملحوظًا في التكوين الكوكبي.
بالنسبة للأبعاد، يُعد “كيبلر-570 ب” كوكبًا ضئيلاً إذ يبلغ نصف قطره 0.219 مرة نصف قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. وهذا يجسد التنوع الكبير في الأحجام والتكوينات بين الكواكب المكتشفة خارج نطاقنا الشمسي.
تدور “كيبلر-570 ب” حول نجمها الأم على مدار بعيد يُقدر بنسبة 0.0497 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حوالي 0.011772759 سنة. وما يُثير الدهشة هو عدم وجود تمدد في المدار، إذ تظهر الشذوذ في المدار (الاستدارة) بقيمة صفر، وهو ما يشير إلى استقرار فريد في حركة الكوكب حول نجمه.
تم استخدام أسلوب العبور لاكتشاف “كيبلر-570 ب”، حيث يتم رصد الكوكب عندما يمر أمام نجمه، مما يؤدي إلى حجب ضء النجم بشكل طفيف. هذا الأسلوب الدقيق يساعد على فهم الخصائص الفيزيائية والكيميائية للكواكب البعيدة، ويسهم في توسيع معرفتنا حول التشكيل الكوكبي في مجرات بعيدة.
باختصار، يعتبر “كيبلر-570 ب” إضافة مهمة إلى قائمة الكواكب الخارجية المكتشفة، حيث يجسد التنوع الفلكي والتكوين الفيزيائي المتنوع للأجرام السماوية خارج نطاق الشمس. ومع مزيد من الاكتشافات والتطورات في مجال علم الفلك، يتوقع أن يكون لدينا نظرة أعمق وأوسع إلى هذا الكوكب وغيره من العوالم الغامضة في الفضاء الخارجي.