في الغمر العظيم للسماء اللامتناهية، تبرز نجمٌ لامع يحمل اسم “كيبلر-1669″، يشع ببريقه في أفق الفضاء، وهو محط اهتمام الباحثين وعشاق علم الفلك على حد سواء. ومن بين أقماره المتعددة، يتألق كوكبٌ جديد يحمل اسم “كيبلر-1669 ب”، مكنت التكنولوجيا المتطورة من كشفه في عام 2020.
بالرغم من بُعد كيبلر-1669 ب عناقيد النجوم، حيث تقدر المسافة بما يقارب 1773.0 سنة ضوئية، يتألق بقوة بين الأجرام السماوية. إن لمعانه يعكس سطوعًا قدره 16.473 وحدة نجمية، مما يمنحه وجوداً بارزاً في مشهد الكواكب والنجوم. ورغم هذا البُعد الفلكي الهائل، فقد استطاع الإنسان الوصول إلى حدود هذا النظام الشمسي البعيد وفحص أسراره الفلكية.
كوكب كيبلر-1669 ب، الذي يُصنَّف ككوكب من نوع “نبتوني”، يثير الدهشة بتشابهه مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يتميز بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء، فمعامل كتلته البالغ 8.15 مضاعفًا لكتلة الأرض، يظهر وكأنه عملاق غازي في طيات فضائنا. وبالنظر إلى قطره، الذي يعادل 0.248 مضاعفًا لقطر المشتري، يظهر بأنه كوكب يتميز بأبعاد فلكية ملحوظة.
تدور هذه الكوكبة السماوية في فلك كيبلر-1669 ب على مدارٍ دائري بنصف قطر يبلغ 0.0745 وحدة فلكية، مما يعني أنه يقع على مسافة قريبة نسبياً من نجمه الأم. ورغم أن فترة دورانه حول نجمه تصل إلى 0.026009582 سنة، إلا أنه يظهر بأنه كوكب ذو حركة مدارية سريعة ومثيرة.
من الجدير بالذكر أن كوكب كيبلر-1669 ب يتميز بانحراف دائري تقريبًا معدوم (بنسبة 0.0)، مما يجعل مداره استثنائياً في هذا النظام الفلكي البعيد. وقد تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور الكوني، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، ما يسبب تغييراً في السطوع يمكن رصده من قبل الراصدين على الأرض.
إن اكتشاف كوكب كيبلر-1669 ب يعزز فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، ويوفر نافذة فريدة إلى تشكيل وتطور هذه الأجرام السماوية البعيدة. تعكس هذه الاكتشافات التقدم العلمي الرائع الذي يمكن للإنسان من خلاله استكشاف أغوار الفضاء والكواكب بشكل يومي، مما يفتح أفقًا جديدًا لفهمنا للكون وأسراره اللانهائية.