في إحدى الزوايا البعيدة والمهيبة للفضاء اللامتناهي، يكمن عالم من الأسرار والإثارة، حيث تتجلى جماليات كواكب وجسم سماوية غامض يعرف باسم “كيبلر-1144 ب”. تلك الكوكب العظيمة تقع على بعد 3721.0 سنة ضوئية، في منطقة تتخللها نجوم تتلألأ بسطوع يصل إلى 14.943 درجة من اللمعان.
تتسم “كيبلر-1144 ب” بنوع فريد من الكواكب يُعرف بـ “الأرض العظمى”، إذ تُصنف ككوكب فائق الأرض، حيث تتجاوز قوانين الفيزياء العادية وتنسجم بتناغم مع قوانين الفضاء الخاصة بها. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016 عن طريق طريقة الكشف عن العبور، حيث تم استخدام تقنيات حديثة لرصد التغيرات الطفيفة في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه.
تتميز “كيبلر-1144 ب” بخصائص فريدة ومثيرة، إذ يُقدر وزنها بمعامل يبلغ 4.62 مرة أكثر من وزن الأرض، وتتمتع بنصف قطر يضاهي 1.99 مرة قطر الأرض. يعكس هذا التفوق في الحجم والكتلة تنوعاً ملفتاً للنظر في تكوين الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تدور “كيبلر-1144 ب” حول نجمها الأم على مدار بعيد يبلغ نصف قطره 0.1291 وحدة فلكية، وتتمايل في فترة دوران تقدر بحوالي 0.04681725 يومًا. تتميز هذه الكوكبة بتمايل تدوري يبلغ صفر، مما يشير إلى أن مدارها يكاد يكون دائرياً، ويعكس الاستقرار البديع لهذا العالم الرائع.
تعتبر طريقة الكشف عن العبور، التي تم بها اكتشاف “كيبلر-1144 ب”، واحدة من أبرز الأساليب المستخدمة في علم الفلك الحديث. وبفضل تلك التقنيات الفائقة الدقة، نجح العلماء في استكشاف هذا الكوكب الذي يشكل لغزاً مذهلاً في كتاب الكون، ويسهم في توسيع آفاقنا وفهمنا للكواكب الخارجية.