في رحلة استكشاف الكون اللامتناهي، نجد أنظارنا تتجه نحو السماء، حيث يتوسع الفضاء اللامنتهي بألوانه المتعددة وأسراره الغامضة. أحد الكواكب التي أسرت انتباه المحققين الفضائيين هي “كيبلر-1130 c”. تعتبر هذه الكوكب البعيدة إحدى الملكات الساطعات في سماء الكون، حيث تمتلك خصائص فريدة تجعلها محط اهتمام العلماء والمستكشفين.
يتمتع كيبلر-1130 c بموقع فريد ضمن السماء، إذ يبلغ المسافة بينه وبين الأرض حوالي 813 وحدة فلكية. يظهر في السماء ببريق ساطع يعكس مستوى الإشعاع الشمسي الذي يصل إليه، حيث يبلغ معدل السطوع النجمي للكوكب حوالي 12.509 درجة. تتمثل هذه البيانات في تفاصيل تعكس جمال الطبيعة الكونية وتنوع الكواكب في مجراتنا البعيدة.
ما يميز كيبلر-1130 c هو طابعه الصخري الذي يعتبره علماء الفلك “كوكبا صالحا للحياة”. يصنف هذا الكوكب ضمن فئة الكواكب الصخرية أو “الكواكب العظيمة”، حيث تتميز بسطح صلب وظروف تجعلها ملائمة لاحتمالية وجود ماء وبيئة تدعم الحياة كما نعرفها.
تم اكتشاف كيبلر-1130 c في عام 2021، حيث أثار اكتشافه ضجة كبيرة في أوساط الباحثين والمهتمين بعلم الفلك. هذا الاكتشاف المثير أضاف بعدا جديدا إلى خريطة الكواكب البعيدة وفتح أفقا جديدا لاستكشاف أغوار الفضاء.
فيما يخص الخصائص الفيزيائية لكيبلر-1130 c، يتميز بكتلة تعادل تقريبا 0.422 من كتلة الأرض، مما يجعله أخف وزنا من كواكبنا الخاصة. كما يظهر بشكل ملفت بنسبة نصف قطر تعادل 0.792 من نصف قطر الأرض، مما يشير إلى أنه كوكب ذو حجم معتدل.
يتحرك كيبلر-1130 c حول نجمه الأم بمدار ضيق، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.0423 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول نجمه الأم حوالي 0.009034907 سنة. يلاحظ أن الكوكب يتمتع بمدار دائري تمامًا بدرجة صفر للشذوذ المداري، مما يعكس استقراره في مساره المداري.
الطريقة التي تم بها اكتشاف كيبلر-1130 c هي عن طريق طريقة عبور الكوكب أمام نجمه الأم، وهي الظاهرة المعروفة باسم العبور المروري. وفي هذا السياق، يتم استنتاج وجود الكوكب من تغييرات طفيفة في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه.
إن كيبلر-1130 c تحفة فلكية تلتقط أنفاس العلماء والمتابعين على حد سواء، حيث تمثل تلك العوالم البعيدة نوافذ إلى أسرار الكون وإلى إمكانية وجود حياة خارج كوكبنا الأرض. تعكس هذه الاكتشافات تطور العلم وتوسع آفاق استكشاف الفضاء، وتتركنا نتساءل بدهشة حول مدى تعقيد وروعة الكون الذي نعيش فيه.