في الغلاف السماوي العميق، تتلألأ الكواكب كنجوم متناثرة، ومن بين هذه العجائب الفلكية، تبرز WASP-63 b كجزء لامع ومميز. تقع هذه العملاقة الغازية في سماء عالمنا الفضائي على بعد تقريبي يبلغ 948 وحدة فلكية من الأرض، وتتألق بسطوع نجمي يبلغ 11.155 مقداراً.
ينتمي WASP-63 b إلى فئة العمالقة الغازية، حيث يتميز بحجم هائل وتكوين يسوده الغازات، مما يمنحه مظهرًا ضخمًا ومذهلًا في عالم الفضاء. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2012، حيث أضاء وجوده على أسرار الكواكب البعيدة وأعطى للباحثين لمحة عن تنوع وتعقيد الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تتميز WASP-63 b بخصائص فلكية فريدة، فمعامل كتلته يبلغ 0.37 مقارنة بكتلة المشتري، الكوكب العملاق في نظامنا الشمسي، في حين يبلغ معامل نصف قطره 1.41 مقارنة بنصف قطر المشتري. هذه الأرقام الضخمة تلفت الانتباه إلى حجم وشدة جاذبية WASP-63 b، مما يعطي للعلماء فرصة فريدة لفهم التفاعلات الفيزيائية والكيميائية في الكواكب العملاقة.
تتميز مدارات WASP-63 b بالقرب الشديد من نجمها الأم، حيث تدور على بعد 0.0574 وحدة فلكية فقط، ما يجعل فترة دورانها حول نجمها تبلغ حوالي 0.012046544 يوم، أي أنها تكمل دورة كاملة حول نجمها في وقت قصير للغاية. تتميز هذه الكوكبة بتراكم الغازات والتشكيلات الغيمية الضخمة التي قد تكون متعددة الطبقات، وهذا يفتح نافذة على الظواهر الجوية الفريدة والمعقدة في عوالم الغازات العملاقة.
تم اكتشاف WASP-63 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي تقنية يتم من خلالها رصد الكواكب عن طريق قياس تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يسمح للعلماء بتحديد خصائص الكواكب بدقة ودراسة تكويناتها وبيئاتها بشكل مفصل.
بهذه السمات الفلكية الفريدة والخصائص البارزة، تظل WASP-63 b تحفة فلكية تتحدى فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي وتعرض لنا جمال وتعقيد الكواكب في الفضاء الخارجي.