في سماء الفضاء البعيدة، تتألق نجومٌ وكواكبٌ تروي قصصًا مذهلة عن تاريخ الكون وتركيبته الغامضة. واحدة من هذه الكواكب الساحرة هي “WASP-62 b”، التي تُعرف أيضًا باسم “وازب-62 بي”. تتميز هذه الكوكبة الساحرة بعدة خصائص فريدة ومثيرة، مما يجعلها محط أنظار العلماء والباحثين في علم الفلك.
بدايةً، يأخذنا النظر في اتساع الفضاء الشاسع لننغمس في بعد “WASP-62 b” عنا، حيث يبلغ متوسط مسافته عنا حوالي 573 وحدة فلكية. يُعتبر ذلك بعدًا ضخمًا يضعنا بين العوالم المختلفة والنجوم البعيدة، مما يظهر لنا رحلةً مذهلة لاستكشاف هذه الكوكبة البعيدة.
وعندما نتطلع إلى السماء اللامعة، نجد أن “WASP-62 b” يتألق بلمعانٍ متوسط يُقدر بحوالي 10.213 من قياس اللمعان النجمي. هذا الرقم يعكس السطوع النسبي للكوكب في سماء الليل بالنسبة للراصد الأرضي، مما يجعله هدفًا مثيرًا للاهتمام للدراسات والمراقبة الفلكية.
وفيما يتعلق بطبيعة “WASP-62 b”، فإنه يصنف ككوكب غازي عملاق، مما يعني أنه يتكون أساسًا من الغازات بما في ذلك الهيدروجين والهيليوم، مع وجود قليل من العناصر الثقيلة. هذا يضيف للكوكب سحرًا فلكيًا ويثير الفضول حول تكوينه الدقيق وتأثيراته على البيئة المحيطة به.
وفي عام 2012، تم اكتشاف “WASP-62 b”، مما جعله أحدث الكواكب التي تم اكتشافها في ذلك الوقت. هذا الاكتشاف الجديد فتح أفقًا جديدًا لفهمنا لتشكيل النظم الكونية وتطورها عبر العصور.
وعند النظر إلى الخصائص الفيزيائية لـ “WASP-62 b”، نجد أن كتلته تعادل حوالي 0.52 ضعف كتلة المشتري، الكوكب العملاق في نظامنا الشمسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن نصف قطره يعادل تقريبًا 1.32 مرة قطر المشتري، مما يشير إلى حجمه الضخم وسطوعه الفلكي في السماء.
وعند التركيز على مدار “WASP-62 b” حول نجمه، نجد أنه يتبع مسارًا يبعد عن النجم بحوالي 0.0571 وحدة فلكية، مع فترة دوران تقدر بحوالي 0.012046544 سنة. وبما أن قيمة الشذوذ المداري تقارب الصفر، فإن مدار “WASP-62 b” يظهر أنه مستقر ومنتظم، مما يجعل آليات الاكتشاف بواسطة عبور الكوكب أمام نجمه أكثر دقة ويسرًا.
وأخيرًا، يُذكر أن “WASP-62 b” تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور، حيث يرصد العلماء انخفاضًا طفيفًا في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية الدقيقة تسمح بتحديد خصائص الكواكب البعيدة بدقة فائقة وتوفير فهم أعمق لخصائصها وبيئاتها المحتملة.
بهذه الطريقة، تكشف “WASP-62 b” عن جمال الكواكب البعيدة وغموضها، مما يلهم العلماء والمستكشفين على حد سواء لمواصلة استكشاف أسرار الفضاء اللانهائي وفهم أعمق لعجائب الكون.