في عام 2015، اكتشف علماء الفلك كوكبًا مذهلاً يُعرف الآن باسم “WASP-47 c” في نظام نجمي يسمى WASP-47. يقع هذا الكوكب العملاق الغازي على بعد حوالي 864 سنة ضوئية من الأرض، ويبلغ سطوع النجم الأم الذي يدور حوله حوالي 11.936 مقدار. يعتبر WASP-47 c أحد العوالم العملاقة في الكون، مما يجعله موضوع اهتمام كبير لدراسته وفهمه أكثر.
يتمتع WASP-47 c بخصائص مذهلة تجعله مثيرًا للاهتمام، حيث يصنف كوكبًا عملاقًا من الغازات، مما يعني أنه يتألف في الغالب من الهيدروجين والهيليوم وغازات أخرى. ومن المعروف أن الكواكب العملاقة تشكل جزءًا هامًا في تركيبة النظام الشمسي، ولكن وجودها حول النجوم الأخرى يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول تشكل وتطور الكواكب.
بالنظر إلى خصائص WASP-47 c، يظهر أن لديه كتلة تقدر بحوالي 1.57 مرة من كتلة المشتري، الكوكب العملاق في النظام الشمسي الخاص بنا. كما أن لديه نصف قطر يبلغ حوالي 1.21 مرة من نصف قطر المشتري، مما يشير إلى حجمه الكبير نسبيًا.
ومن المثير للاهتمام أيضًا أن WASP-47 c يدور حول نجمه الأم بنظام متميز، حيث يبلغ شعاع المدار الذي يسبح فيه حوالي 1.393 وحدة فلكية، ومع ذلك، يستغرق الكوكب فقط حوالي 1.6 يومًا لاكتمال دورة كاملة حول النجم. ومن المعروف أن الكواكب التي تكمل دوراتها بسرعة كبيرة حول نجومها تكون عرضة لتأثيرات بيئية قوية، مما قد يؤثر على تطورها وقابليتها لاحتضان الحياة.
تم اكتشاف WASP-47 c باستخدام طريقة السرعة الشعاعية، وهي واحدة من الطرق الرئيسية التي يتم بها اكتشاف الكواكب الخارجية. تستند هذه الطريقة إلى قياس تغيرات في السرعة الشعاعية للنجم الأم، والتي تشير إلى وجود كوكب يتمركز حوله. هذا النوع من الاكتشافات يسهم بشكل كبير في فهمنا للنظم الكوكبية الأخرى وتنوعها، ويساعد في الكشف عن أسرار تكوين وتطور الكواكب في الكون.
باختصار، يُعد WASP-47 c إضافة مثيرة لقائمة الكواكب الخارجية المكتشفة، ويقدم فرصة فريدة لفهم الظواهر الكونية والعمليات التي تشكل الكواكب حول النجوم الأخرى في الكون.