في أعماق الفضاء اللانهائي وعلى بُعد 205 سنوات ضوئية منا، تظهر لنا نجمة ساطعة تعرف باسم TOI-411، تتلألأ في الظلام السماوي ببريقها الخفي ورموزها الفلكية. هذا النجم، الذي يبلغ تعتيمه 8.27 مقدار ظاهري، يكمن في سحره الخفي وخصائصه الفريدة التي تجذب انتباه عشاق علم الفلك ورواد الفضاء على حد سواء.
وفي هذا السياق السماوي، نتعرف على كوكبين مدهشين يدوران حول TOI-411، والتي تم اكتشافهما في عام 2022 بواسطة أحدث التقنيات الفلكية. هؤلاء الكواكب، المعروفان باسم TOI-411 c، يتمتعان بخصائص استثنائية تجعلهما محط اهتمام العلماء ورواد الفضاء على حد سواء.
يتميز TOI-411 c بطابعه الشبيه بكواكب المشتري، حيث يصنف ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، يشبه في تكوينه الكوكب نبتون الذي يدور في نظامنا الشمسي. يبرز هذا الكوكب بمعامل كتلة يبلغ 7.95 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كتلةً ضخمة وغامضة تثير فضول العلماء لفهم أسراره.
وعند النظر إلى حجم TOI-411 c، نجد أن نصف قطره يعادل 0.244 مرة نصف قطر المشتري، وهو معيار يبرز الأبعاد الشاسعة لهذا الكوكب الغامض. يُعزى هذا الحجم الهائل إلى معامل الشدة الكتلية الذي يعكس الكم الهائل للمواد التي يتألف منها TOI-411 c.
تدور هذه الكواكب المدهشة حول نجمها المشع TOI-411 على مدار مدة زمنية تبلغ 0.026283368 يوم، ما يشير إلى سرعة دورانها الكبيرة وحركتها الدائرية حول نجمها الأم. ورغم هذا السرعة الرهيبة، يظهر أن لديها نصف رؤوس مدارية، إذ يبلغ الزمن اللازم للكوكب TOI-411 c لاستكمال دورته حول نجمه حوالي 0.0939 وحدة فلكية.
فيما يخص خصائص المدار، يتميز TOI-411 c بقيمة ارتفاع زمن الاستدارة المقدرة بنسبة 0.16، مما يعكس شكلها المائل والغير دائري. هذه الخصائص المعقدة والفريدة تضيف لغزاً إضافياً لهذا الكوكب وتحفز العلماء على مزيد من الدراسة والبحث.
وفي عملية اكتشافها، تم استخدام طريقة العبور، حيث يُلاحظ تغيير في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يوفر للعلماء فرصة لقياس ودراسة مختلف الخصائص والمعلمات المتعلقة بهذا الكوكب المذهل.
في الختام، يظهر كوكب TOI-411 c كجوهرة في سماء الفضاء، حاملاً معه أسراراً لا تزال تتحدى فهمنا لأسرار الكون وأصل الحياة. ومع استمرار الابتكارات والتقنيات في مجال علم الفلك، نتوقع أن يزيد اكتشاف كواكب مثل TOI-411 c من إثراء رصيدنا المعرفي وتوسيع آفاق استكشاف الفضاء اللامتناهي.