في إحدى أركان الفلك وعلى خشبة المسرح الكوني، يتألق كوكب جديد يدعى LHS 3844 b، يتميز بسمات فريدة تأسر الأبصار وتثير فضول العقول الفلكية. يتواجد هذا العالم الجديد على بُعد ضيق نسبيًا، حيث يظهر في سماء الليل الفائقة الظلمة على بُعد يبلغ حوالي 49 سنة ضوئية عن الأرض، ينغمس في عتمة الفضاء اللامتناهي.
تتنوع تفاصيل هذا الكوكب الفائق، ويُعد الكوكب من نوع “سوبر إيرث”، وهو تصنيف فلكي يعكس طبيعته الكبيرة والكتلة الفائقة مقارنة بكوكب الأرض الخاص بنا. تم اكتشاف هذا الكوكب البديع في سنة 2019، وكان اكتشافه نقلة مهمة في مجال البحث عن الكواكب خارج النظام الشمسي.
فيما يتعلق بالمعلومات الفيزيائية، يتسم LHS 3844 b بكتلة تزيد عن ضعف ورُبع مقارنةً بكتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل يجعله يندرج تحت تصنيف الكواكب ذات الكتل الكبيرة. ومن جهة أخرى، يتمتع بشكل هندسي مدهش، إذ يكون نصف قطره أكثر من مرة واحدة وثلاثة أعشار قطر الأرض، مما يجعله كوكبًا ذو حجم هائل يفوق الخيال.
تدور لهو حول نجمه الأم بمدار ضيق يُقدر بحوالي 0.00622 وحدة فلكية، حيث يستغرق زمن دورته الشمسية نحو 0.0013689254 سنة. يتميز هذا الكوكب بانتظامه في مساره الدائري حول نجمه، حيث يظهر أمامنا بشكل دوري أثناء عبوره أمام نجمه الأم، ويتم اكتشافه باستخدام طريقة العبور أو الترانزيت.
رغم تلك البيانات الرقمية البارعة، يظل LHS 3844 b لغزًا فلكيًا، ففي غياب أية معلومات عن تركيبه الجوي أو تكوين سطحه، يبقى الكثير لاكتشافه واستكشافه. يتيح لنا هذا الاكتشاف الجديد نافذة جديدة لفهم طبيعة الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وقد يلقي الضوء على أسرار الكواكب البعيدة وظروفها الفريدة.