في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتألق نجمة صغيرة بشكل لافت للنظر تحمل اسم KMT-2019-BLG-0842L. إنها إحدى تلك النجوم الخافتة التي تظهر على خلفية الليل اللامعة، والتي تأخذنا في رحلة فريدة نحو اكتشافات الفضاء البعيد. هذا النجم، الذي تم اكتشافه في عام 2020، يقع على بعد 10830 سنة ضوئية من الأرض، ما يضفي عليه سحرًا يعكس بعد الزمن والمسافة الهائلة.
في نظامه الشمسي، يكمن سر جاذبيته في وجود كوكب ذي طابع فريد يُدعى “KMT-2019-BLG-0842L b”. يأخذ هذا الكوكب موقعه في الظل البعيد من عالمنا الكوني، محاكيًا في طبيعته الكواكب الضخمة مثل كوكب نبتون. إذ يشبه في تكوينه الكواكب العميقة المجهولة التي تكتنفها الأسرار والغموض.
وما يجعل هذا الكوكب أكثر إثارة هو الطريقة التي تم اكتشافها بها. لم تكن التقنيات التقليدية للرصد البصري هي الطريقة التي كشف بها العلماء عن وجود هذا العالم البعيد. بل كانت ظاهرة “التعدد الثقيل للعدسة الجاذبة” هي التقنية المبتكرة التي سمحت بكشف وجود KMT-2019-BLG-0842L b.
يتميز هذا الكوكب بخصائصه الفريدة، حيث يبلغ ضعف كتلته عن كتلة الأرض بمعامل 10.28، مما يجعله كتلة ضخمة تنافس كواكبنا المألوفة. وعند النظر إلى قطره، يتبين أنه يعادل 28.4% من قطر المشتري، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا وغامضًا في عالم الكواكب البعيدة.
تحوم KMT-2019-BLG-0842L b في فلكها الخاص حول نجمها المضيء بشكل مستقر، حيث يُحدد مسارها الدائري بنصف قطر يبلغ 3.31 وحدة فلكية. وتستغرق هذه الرحلة الفلكية حوالي 6.9 سنة، مما يجسد لنا الرقصة الساحرة التي تدور فيها الكواكب حول نجومها.
رغم أن الكوكب ينتمي إلى فئة “النيبتونية” من حيث الشكل، إلا أنه يتميز بعدم وجود تغيرات في مداره البيضاوي، إذ يكمن سر انتظام حركته في الفضاء. ولم يكتشف هذا العالم البعيد بواسطة الرصد الضوئي التقليدي، بل استخدم العلماء طريقة الكشف باستخدام “العدسة الجاذبة للكتلة”، حيث استفادوا من تأثير الجاذبية لكتلة كبيرة في الفضاء لتضخيم الضوء الناتج من النجم وكشف وجود الكوكب.
تلك هي السحرة التي يحملها KMT-2019-BLG-0842L b، كوكب يأخذنا في رحلة خيالية إلى أبعد نقاط الكون، حيث يتناغم الجمال الفلكي مع أسرار الفضاء العظيمة.