في إحدى الزوايا البعيدة من الكون الواسع يتألق نجمٌ يحمل اسم Kepler-96، وبفضل الجهود الحثيثة للعلماء والباحثين، تم اكتشاف إحدى الكواكب التي تدور حول هذا النجم البديعة. تعرف هذه الكوكب بـ Kepler-96 b، وتظهر في سماء الفضاء كنقطة ضوء براقة تستحوذ على انتباه العديد من علماء الفلك.
تتمتع Kepler-96 b بخصائص فريدة ومثيرة تجعلها تبرز بين الكواكب الأخرى المكتشفة. يبلغ المسافة التي تفصل بينها وبين نجمها الأم Kepler-96 حوالي 401 وحدة فلكية، وهي تفاصيل تلقي الضوء على نظامها الفلكي المعقد. يبلغ تألق نجم Kepler-96 حوالي 10.568 درجة حسب المقياس الظاهري للنجوم، مما يجعله يتلألأ بشكل ملفت في سماء الليل.
على صعيد الخصائص الفيزيائية، يظهر Kepler-96 b ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، مما يعني أن لديها ملامح تشبه إلى حد كبير الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2014، حيث فتحت أفقًا جديدًا لفهمنا لتنوع الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي.
إن كتلة Kepler-96 b تفوق تلك الخاصة بالأرض بمعامل يبلغ 8.46، مما يكشف عن وزنها الضخم والمثير للتساؤلات حول تكوينها وتطورها على مر العصور. بالنسبة للقطر، يعادل قطرها نحو 0.238 قطر الكوكب المشتري، مما يجسد تنوع الأحجام بين الكواكب في هذا النظام.
تدور Kepler-96 b حول نجمها الأم على مدار يبلغ حوالي 0.1235 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانها حوالي 0.044353183 سنة. يتميز هذا الكوكب بانحرافه المداري الضئيل، حيث تظهر حركتها الانتقالية أثناء مرورها أمام نجمها وذلك باستخدام أسلوب الكشف عن العبور.
رغم الصعوبات التي تعترض عملية الكشف عن الكواكب البعيدة، إلا أن فريق الباحثين نجح في اكتشاف Kepler-96 b باستخدام أسلوب الكشف عن العبور أو “الترانزيت”. وهذا الأسلوب يتيح للعلماء رصد تغيرات طفيفة في سطوع النجم عندما تمر الكوكب أمامه، مما يساعد في تحديد وجود الكواكب وفهم خصائصها.
في الختام، يشكل اكتشاف كوكب Kepler-96 b إضافة قيمة للفهم البشري للكواكب خارج نظامنا الشمسي، ويعكس عظمة وتعقيد الكون الفلكي الذي نتطلع دائمًا إلى فهمه بشكل أعمق وأوسع.