في أعماق السماء، تتلألأ نجمة بريقها، وعلى بُعد يصل إلى 1015 سنة ضوئية من الأرض، نجد الكوكب Kepler-49 c ينتظر وراء الستارة اللامعة للفضاء، مكشوفاً عندما تظهر لنا قوانين الكون وجمالياته.
تأتي هذه الكوكب البعيد في فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، فتتميز بخصائص فريدة تجعلها تاريخية في عالم الفلك. اكتشف البشر هذا العالم البعيد في عام 2012، حيث كانت لحظة اكتشافه تمثل نقطة تحول هامة في رحلتنا لفهم أسرار الكون.
كميته الكتلية تفوق مرات عدة كتلة الأرض، إذ يُقدر بضخامة تضاعفها 5.9 مرات من كتلتنا الأرضية. هذا يضفي عليه وزناً فلكياً يعكس الضخامة الاستثنائية لهذا العالم البعيد. وعندما نتحدث عن قطره، يظهر لنا أنه يشبه العمالقة في عالمنا الشمسي، إذ يعادل 0.227 قطراً مقارنة بكوكب المشتري، الذي يعد من أضخم الكواكب في المجموعة الشمسية.
لا تقتصر تميزات Kepler-49 c على حجمه الضخم فحسب، بل تتعداها إلى مداره الذي يتراوح عن الشمس بنسبة تبلغ 0.07821، وهو يكمل دورته حول نجمه الأم بفترة تبلغ 0.029842572 سنة، مما يبرز الأبعاد الزمنية المتميزة لهذا العالم البعيد.
على صعيد آخر، يظهر Kepler-49 c بأنه كوكب ذو تشابه كبير مع المشتري فيما يتعلق بشكل مداره، إذ تظهر الاستمرارية في حركته بطريقة تشبه الظاهرة المعروفة باسم العبور، حيث يمكن للمراقبين على الأرض اكتشافه عن طريق تلاشي ضوء النجم الأم لفترة زمنية محددة عندما يعبر أمامه.
مع معلوماته الفريدة والمدهشة، يظهر Kepler-49 c كنقطة ساطعة في سماء الفضاء، تشير إلى تعقيدات وجماليات لا حدود لها في عالم الكواكب البعيدة. يمكن لهذا الاكتشاف أن يلهمنا لفتح صفحات جديدة في فهمنا لعظمة الكون وغموضه اللانهائي.