في إحدى المناطق البعيدة من السماء المظلمة، يتوسع عالمنا الفضائي ليشمل أجراماً سماوية مذهلة، ومن بين هذه الأجرام تبرز كواكب تجذب انتباهنا وتحمل في جعبتها أسراراً عديدة ومعلومات فلكية تلفت إليها أنظار الباحثين. من بين هذه الكواكب، تبرز Kepler-411 c، الكوكب الذي يحمل عبء التاريخ الفلكي والتفاصيل البارزة التي تميزه عن باقي الكواكب السماوية.
يستند Kepler-411 c في موقعه السماوي على بُعد يبلغ حوالي 501.0 سنة ضوئية، وهو ينتمي إلى الطبقة السماوية حيث يبلغ التوهج النجمي الخاص به 12.448 مقدارًا، ما يعكس سطوعاً لافتاً في سماء الليل. وما يميز هذا الكوكب بشكل خاص هو أنه يتشابه بشكل لافت مع كواكب المشتري، حيث يُصنف ضمن فئة الكواكب من نوع “نبتونية”، تلك التي تشترك في خصائص مشابهة لكوكب نبتون في المجموعة الشمسية لدينا.
كان لكوكب Kepler-411 c لحظة استثنائية في عام 2016، حيث تم اكتشافه بواسطة التلسكوب الفضائي “كيبلر” الذي يعتبر وسيلة محورية في رصد وتحليل الكواكب خارج نظامنا الشمسي. وفي تلك اللحظة، تمت ملاحظة هذا الكوكب المثير للاهتمام والذي يقترب من كواكب المشتري في خصائصه.
تتسم Kepler-411 c بميزات فريدة، حيث يتجلى ذلك في ضخامته الملحوظة بمعامل كتلة يبلغ 26.4 مضاعفًا لكتلة الأرض، مما يجعله كوكباً ذا كتلة هائلة تفوق بكثير كتلتنا الأرضية. ولا يقتصر التميز على الكتلة فقط، بل يتعداه إلى الشكل الكروي حيث يبلغ قطره 0.394 مضاعفًا لقطر المشتري، مما يبرزه ككوكب ذو حجم استثنائي يختلف عن الكثير من الكواكب الأخرى.
تتميز مدارات Kepler-411 c بمسافة فلكية قدرها 0.0739، وفترة مدارية تبلغ 0.021355236 سنة، مما يجسد لنا الرقص المعقد الذي يقوم به حول نجمه الأم. وتزيد من جاذبيته الفلكية الغامضة نسبة الانحراف في مداره بنسبة 0.11، مما يجسد تعقيد الحركة الدورانية لهذا الكوكب الفريد.
أما طريقة اكتشاف Kepler-411 c، فقد تمت من خلال استخدام طريقة العبور الفلكي، حيث يقوم الكوكب بعبور أمام نجمه، مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في السطوع يمكن رصده من قبل الرصد الفلكي على الأرض. هذا الأسلوب الدقيق يمكّننا من اكتشاف وتحليل خصائص الكواكب البعيدة وفهم تكوينها بشكل أفضل.
في النهاية، يظهر Kepler-411 c ككوكب فلكي فريد يستحق اهتمام العلماء والباحثين، حيث يجسد تنوع العوالم الفلكية والغموض الذي يحيط بها. مع مرور الوقت، سيزيد فهمنا لهذا الكوكب ونظرتنا للفضاء الخارجي، وربما سيفتح لنا أبواباً جديدة لاستكشاف أعماق الكون وفهم أسراره اللامتناهية.