في أعماق الفضاء اللامتناهي، تظهر أمامنا كوكب جديد يدعى Kepler-1750 b، وهو عالم فلكي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من المجرة اللامعة. يتميز هذا الكوكب بالعديد من الخصائص الفريدة التي تجعله جوهرًا مثيرًا للاهتمام للعلماء والباحثين في مجال علم الفلك.
تأتي المعلومات الرائعة حول Kepler-1750 b لتنقلنا إلى عالم آخر، حيث يكمن على بُعد يبلغ حوالي 4884 وحدة فلكية عنا. يتألق هذا الكوكب في سماء الليل ببريق يصل إلى 15.702 درجة من السطوع النجمي، مما يضفي عليه مظهرًا رائعًا وجذابًا عند رصده من قبل الراصدين الفلكيين.
بالنظر إلى خصائصه الفيزيائية، يُصنف Kepler-1750 b ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، وهو تصنيف يشير إلى أنه يتشابه في بعض الجوانب مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2021، ومنذ ذلك الحين أصبح جسمًا سماويًا يثير فضول العلماء الذين يسعون لفهم أسراره وتكوينه.
إحدى السمات اللافتة للنظر في Kepler-1750 b هي كتلته الهائلة، حيث يبلغ مضاعف الكتلة الخاص به 30.1 مرة من كتلة الأرض. يُلاحظ أن الباحثين يستخدمون كتلة الأرض كمعيار لقياس كتلة الكواكب الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن قطره يعادل 0.536 قطرًا لكوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
يتحرك Kepler-1750 b في مداره حول نجمه الأم بنصف قطر يبلغ 0.6785 وحدة فلكية، متبعًا دورة دورية تستغرق حوالي 0.56372344 يوم. يميز هذا الكوكب عدم وجود تحول في مداره (باستثناء الكواكب ذات التفاوت البسيط)، حيث تكشف طريقة الكشف عنه عبر مروره أمام نجمه، وتتبعها الأجهزة الحديثة بأسلوب “العبور” أو “الترانزيت”.
فيما يتعلق بطريقة الاكتشاف، فإن استخدام تقنية العبور يعتبر إنجازًا كبيرًا في حقل الفلك، حيث يُمكن من رصد التغيرات الطفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف يلقي الضوء على التقدم المستمر الذي تشهده تكنولوجيا رصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن Kepler-1750 b يمثل نقطة تحول مهمة في استكشاف الكواكب الخارجية، ويوفر فرصة لفهم أعماق الكواكب البعيدة والتعرف على تنوع العوالم السماوية في هذا الكون الواسع. يبقى هذا الكوكب البعيد، الذي يطل علينا من ركن بعيد في الكون، غامضًا ومليئًا بالألغاز التي قد تلهم البشرية في رحلتها اللانهائية نحو استكشاف أسرار الفضاء.