في أعماق الفضاء اللامتناهي، حيث تتجلى ألوان الكواكب وتتدااعى الأسرار الكونية، نجد أحدث الاكتشافات الفلكية التي أضاءت سماء الكون ببريق علمي جديد، وهو كوكب Kepler-1727 b، الذي يعد إضافة مثيرة ومذهلة لكتاب الفلك والفضاء. تمتلك هذه الكوكب خصائص فريدة وملفتة للاهتمام، مما يجعلها واحدة من أكثر العوالم النيبتونية إثارة في الكون المعروف.
في محاولة لفهم هذا العالم البعيد، يجب علينا أولاً أن نلقي نظرة على المعلومات الأساسية التي تم الكشف عنها حول Kepler-1727 b. يقع هذا الكوكب على بعد مسافة تبلغ 2917.0 سنة ضوئية من الأرض، مما يضفي عليه الغموض والبُعد الكوني. بالإضافة إلى ذلك، تم رصد الكوكب لأول مرة في عام 2021، مما يعكس التقدم المستمر في تكنولوجيا الرصد الفلكي وقدرتنا على استكشاف الكواكب البعيدة.
تتميز Kepler-1727 b بخصائص فريدة تجعلها تبرز في عالم الكواكب الغريبة. يظهر الكوكب بسطوع نجمي يبلغ 15.751، مما يعكس قدرته على التألق في سماءه الخاصة. وعلى غرار كواكب المشتري ونبتون في نظامنا الشمسي، يُصنف Kepler-1727 b ككوكب من نوع “نيبتوني”، وهو وصف يشير إلى تشابهه بنيةً وخصائصٍ مع كوكب نبتون في نظامنا.
ما يميز هذا العالم أكثر هو الطريقة التي تم اكتشافها بها. استُخدمت طريقة العبور “Transit” للكشف عن وجود Kepler-1727 b، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه. هذه التقنية الدقيقة تسمح للعلماء بتحديد العديد من الخصائص الرئيسية للكوكب، مثل قطره وفترة مداره.
وفيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية للكوكب، يظهر Kepler-1727 b بكتلة تُقدر بمضاعف 10.2 من كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة. أما بالنسبة للقطر، فيُقدر بضاعف 0.283 من قطر المشتري، مما يبرز حجمه الكبير نسبيًا. وتأتي هذه القياسات مع معلومات إضافية حول المدار، حيث يبلغ شعاع المدار 0.0796 وفترة المدار 0.024640657، مما يشير إلى تحركه بسرعة نحو نجمه الأم.
لتوضيح العلاقة مع الكواكب الأخرى، يُقارن العلماء الكتلة والقطر بالنسبة إلى الأرض والمشتري على التوالي. وبهذا، يتم تحديد مدى التشابه أو الاختلاف مع الكواكب الرئيسية في نظامنا الشمسي.
تُضفي هذه المعلومات الجديدة على Kepler-1727 b مكانة خاصة في قلب الباحثين عن حقائق جديدة حول الكواكب البعيدة. إن هذا الاكتشاف يمثل فصلًا جديدًا في كتاب الكون، ويفتح أبواب التساؤلات حول الحياة والظروف الملائمة في هذا الجزء البعيد من الفضاء، حيث يستمر البشر في السعي نحو فهم أعماق هذا السماء اللامتناهية.