في إحدى ليالي الفضاء اللامتناهية، تبرز نجمٌ بريقه في سماء الكون، يُعرف بالاسم الرمزي Kepler-1462. وفي هذا الفضاء البعيد، يكمن عالمٌ غامض يحمل اسم Kepler-1462 b، كوكبٌ يتألق في بُعد يصل إلى 3320 وحدة فلكية عنا، حيث يظهر بوضوح بريقه الفائق بلمعان نجمه المضيء بشدة بمقدار 15.888 درجة مغناطيسية.
يأخذ Kepler-1462 b مظهرًا فريدًا يُشبه إلى حد كبير كواكب المشتري، ولكنه يُصنف ضمن فئة الكواكب المشابهة لنبتون، حيث يتميز بخصائص استثنائية تجعله جوهرًا جذابًا لعشاق الفضاء والكواكب البعيدة.
تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض في عام 2016، عندما تجسدت الجهود البشرية في استكشاف أغوار الكون بوساطة الطريقة الفعَّالة لاكتشاف الكواكب البعيدة، وهي طريقة العبور أمام النجم، حيث يتم قياس التغيرات في سطوع النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه. وكانت هذه الطريقة الفعَّالة هي وسيلة اكتشاف Kepler-1462 b، الذي يُعد إضافة قيمة إلى خريطة الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تتميز Kepler-1462 b بكتلة فائقة، حيث يبلغ مضاعف كتلته 14 مرة مقارنةً بالكتلة الأرضية، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة وملفتة للنظر. وفي مقارنة مع كوكب المشتري، يتمتع Kepler-1462 b بنصف قطر يعادل 0.341 قطرًا جوفيًا للمشتري، مما يمنحه هيئة فريدة وجاذبية تختلف عن كواكب المشتري الأخرى.
تحيط Kepler-1462 b بدائرة رائعة حول نجمه، حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.3094 وحدة فلكية، ويستغرق 0.17960301 سنة لاكتمال دورته حول النجم اللامع. تتميز هذه الكوكبة بتمايلها الضئيلة، إذ تقترب من الدوران المستديم بدرجة قربها من الشكل المدور.
ومع ذلك، تتجلى روعة اكتشاف Kepler-1462 b في طريقة اكتشافها، حيث تم استخدام الطريقة الفريدة للعبور أمام النجم لرصد التغيرات الطفيفة في سطوعه. هذا الاكتشاف يمثل جزءًا من مساهمة الإنسان في استكشاف أسرار الفضاء البعيد، ويرسم لنا صورة مذهلة عن تنوع الكواكب خارج نطاق الشمس التقليدي.
وبهذا، يظهر Kepler-1462 b كلوحة فنية ملهمة تروي قصة التقدم العلمي والفضائي، حيث يتجلى عظمة الكون في هذا الكوكب البعيد، الذي يشد أنظارنا ويفتح أفقًا جديدًا من التفكير حول أسرار الكواكب والنجوم في هذا الكون الواسع الذي نتشارك فيه.