عندما نتجول في أغوار الفضاء اللامتناهي، نكتشف أمورًا مثيرة ومذهلة، ومن بين تلك الاكتشافات المذهلة، تبرز كوكبٌ جديد يُدعى Kepler-1253 b. يقع هذا الكوكب على بعد ضئيل منا، إذ يصل بُعدُه إلى حوالي 1678.0 سنة ضوئية، ما يُشير إلى أنه جارٍ قريب في هذا الكون الواسع.
تتميز Kepler-1253 b بخصائص فريدة تجعلها تبرز بين باقي الكواكب التي قد نكون قد اطلعنا عليها. تتسم هذه الكوكب السوبر الأرضي بنوع خاص يُعرف بـ “Super Earth”، مما يعني أنه يمتلك خصائص تشبه إلى حد كبير الأرض، ولكن بتجاوزات مثيرة ومذهلة. تم اكتشاف هذا الكوكب الفريد في عام 2016، حيث انفتحت أمام العلماء نافذة جديدة نحو فهم أعماق الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي.
من الناحية الفيزيائية، يتميز Kepler-1253 b بكتلة غامضة ومثيرة تُقدر بمضاعف 2.33 مرة من كتلة الأرض، مما يُلقي الضوء على تنوع الكواكب في هذا الكون. وإذا كانت كتلته تعدل تقريباً 2.33 مرة من كتلة الأرض، فإن قطره يتجاوز بقليل القطر الأرضي، إذ يُقدر بمضاعف 1.33 مرة. يظهر ذلك بوضوح كيف يعتبر هذا الكوكب نوعًا فريدًا يتيح للعلماء فهم الظواهر الفيزيائية المعقدة للكواكب المختلفة.
لكن الجمال لا يكمن فقط في الخصائص الفيزيائية، بل يمتد إلى مداره المدور حول نجمه الأم، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.3133 وفترة الدوران حوالي 0.18863793 سنة. هذا النظام الدوراني يبرز تكامل العوامل التي تؤثر على حركة هذا الكوكب في مداره، مما يعزز فهمنا لديناميات الأجرام السماوية.
رغم تلك الخصائص الفريدة، يظهر أن Kepler-1253 b تتمتع بحركة دورانية خالية من التحولات، إذ يبلغ الانحراف المداري لديه صفر، وهو ما يشير إلى استقرار فريد في حركته حول نجمه. تم استخدام أسلوب العبور (Transit) كطريقة لاكتشاف هذا الكوكب، حيث يُلاحظ انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يساعد العلماء في رصد وتحليل خصائصه بشكل دقيق.
إن اكتشاف Kepler-1253 b يمثل إضافة هامة إلى خريطة الكواكب خارج نظامنا الشمسي، حيث يتيح لنا فهمًا أعمق للتنوع الكوني وتعقيد الأجرام السماوية. يظهر لنا هذا العالم البعيد أن الفضاء الخارجي مليء بعجائب تنتظر الكشف عنها، مما يلهم الإنسان الباحث عن أسرار الكون وراء حدود السماء.