في أعماق السماء وعلى بُعد ثلاثة مئتين وثلاثة كيلومترات من كوكب الأرض، يتوسط الكون اللامتناهي كوكب غريب يدعى K2-400 b، وهو عالم فلكي يثير الدهشة والاهتمام بسبب خصائصه الفريدة والمعلومات الساحرة التي نكتشفها حوله.
K2-400 b، الذي يُعرف أيضًا بلقب “الأرض العملاقة”، هو من فئة الكواكب الفائقة الأرضية، ويعد هذا الاكتشاف الرائع جزءًا من رحلتنا المستمرة لاستكشاف أسرار الفضاء والكواكب التي تدور حول نجوم بعيدة. يبلغ البعد بين K2-400 b وكوكب الأرض ما يقارب 203.0 سنة ضوئية، مما يجعلها واحدة من الكواكب البعيدة المليئة بالغموض والسحر.
تتميز K2-400 b بتلألؤها الخافت على خلفية الكون، حيث يُقدر لمعانها النجمي بـ 15.108 درجة من السطوع النجمي. يظهر هذا اللمعان كلمحة بسيطة إلى عالم ساحر ومدهش، حيث يتوهج الكوكب في الظلام العميق للفضاء.
تاريخ اكتشاف K2-400 b يعود إلى عام 2022، عامٌ لنكشف فيه عن هذه الكوكب الجديدة وندرس تأثيرها على تفاعلات وديناميات الكون. تمثل هذه اللحظة نقطة تحول في رصدنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، وهي بداية رحلة جديدة نحو فهم أعماق الكون.
فيما يتعلق بخصائص K2-400 b، يكمن سر إثارتها في مضاعفات كتلتها ونصف قطرها بالنسبة للأرض. تعتبر كوكبًا ذا كتلة مضاعفة تبلغ 1.67 مرة كتلة الأرض، مما يجعلها أثقل بشكل لافت. وبالنسبة لنصف قطرها، يتجلى الاختلاف حيث يبلغ ضعفه تقريبًا بنسبة 1.163 مقارنة بلدينا الأزرق.
على الرغم من معرفتنا بكتلتها ونصف قطرها، إلا أن المعلومات حول مدار K2-400 b لا تزال غامضة، حيث يظل الشك في قيم الشعاع المداري والفترة الدورية. رغم ذلك، يتوقع أن يساهم هذا الاكتشاف في توسيع فهمنا للتنوع الكوني وتكوين الكواكب في أنظمة شمسية أخرى.
تمت مراقبة K2-400 b باستخدام أسلوب العابرة، الذي يعتمد على رصد تغييرات في إضاءة النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يساعدنا في فهم الكواكب البعيدة وتحديد خصائصها بدقة.
بهذا الاكتشاف الرائع، نتساءل عن المزيد من الكواكب الغريبة التي تنتظر اكتشافها في رحلتنا المستمرة نحو فهم أعماق الكون وغموضه. K2-400 b تعزز تحقيقاتنا وتلهمنا للمضي قدمًا في رحلتنا العلمية إلى أفق لا نهائي من الاكتشافات والمعرفة.