في سماء الكواكب البعيدة وعلى بُعد يبلغ 948.0 سنة ضوئية من الأرض، تتلألأ كوكبٌ جديد يحمل اسم K2-388 b. يتلألأ هذا العالم الفضائي في الظلام العميق بلونه البرتقالي الخافت، ويرفع الستار عن أسرار مدهشة تجعله وجهة فضائية فريدة من نوعها.
تبلغ سطوع النجم الأم الذي يحيط به K2-388 b حوالي 12.861 درجة حسب المقياس الفلكي، وهو ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة الغازية من نوع “نبتونية”، مشابهة إلى حد كبير للكوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف K2-388 b في عام 2022، وهو إحدى الكواكب البعيدة التي كانت تنتظر إشعاعات الفضاء لتكشف عن وجودها. تأتي هذه الاكتشافات الفلكية بفضل التطورات التكنولوجية الحديثة والتقنيات المتقدمة في علم الفلك.
بالنظر إلى الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب الرائع، نجد أن كتلته تعادل 13 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تلامس حدود الفهم البشري لتكوين العوالم الفضائية. وإذا كنا ننظر إلى قطره، نجد أنه يعادل 0.327 قطر من العملاق الغازي في نظامنا الشمسي، جوبيتر. إن هذه الأرقام الهائلة تبرز تميز K2-388 b بين الكواكب البعيدة.
يتداول هذا الكوكب حول نجمه الأم بمدار لا يصدق، إذ يستغرق الدوران حول النجم فقط 0.017248461 يومًا، مما يجعل السنة الكوكبية بها فترة دوران قصيرة جدًا بالمقارنة مع الكواكب الأخرى. ومع ذلك، يظهر أن مداره ليس له تفاوت كبير (eccentricity = 0.0)، وهو ما يعني استقراراً نسبيًا في حركته حول النجم.
تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الفريد باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغييرات في السطوع الناتجة عن مرور الكوكب أمام نجمه الأم. تلك اللحظات الساحرة تمثل لنا فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة في الفضاء، وتعزز فهمنا للكواكب البعيدة وتنوعها.
وهكذا، يستمر K2-388 b في تحفيز فضول البشر حيال الكواكب البعيدة، مفتحًا أفقًا جديدًا لاستكشاف الكون اللامتناهي وكنوزه الفضائية.