في نطاق لا نهائي من السماء اللامعة، تبرز نجمة صغيرة تُعرف باسم K2-374، تشع بسطوع مدهش يبلغ 12.783 درجة. وفي هذا الفضاء السحيق، يتجسد عالمين غامضين يدوران حول هذا النجم بأناقة فائقة، حيث تتلاعب القوى السماوية بحركتهما الساحرة.
تقع كوكبين مدهشين يُعرفان بأسماء K2-374 c في موقع بعيد جدًا عن عيوننا، حيث تتراقص مسافة تبلغ 1172.0 سنة ضوئية تقريبًا بين هذين الكواكب والنجم اللامع. وقد تم اكتشاف هذا النظام الكوكبي الساحر في سماء الليل في عام 2022، إضافة جديدة لسجلات الفلك تظهر لنا نافذة جديدة نحو أسرار الكواكب وأنظمةها.
الكوكب K2-374 c، الذي يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، يحمل معه سحر الغموض والجاذبية. إن كتلته تعادل 5.53 مرة كتلة الأرض، ورغم بُعده الفاصل، يتميز بقطر يبلغ 2.213 مرة قطر الأرض. يمثل هذا الكوكب نوعًا فريدًا من نوعه يفتح أمام علماء الفلك أفقًا جديدًا لاستكشافاتهم.
من خلال الانتقال إلى تفاصيل أكثر دقة، يظهر أن مدار K2-374 c يكمن في الغموض، حيث لا يتوفر حاليًا على معلومات محددة حول نصف القطر المداري أو فترة الاندفاع البيضاوي للكوكب. يبدو أن هذا الكوكب يعزف مقطوعة فلكية مع نجمه، ومع كل لفة حول محوره، يكشف عن أسرار جديدة.
إن اكتشاف K2-374 c تم بواسطة الطريقة المذهلة لاكتشاف الكواكب عن بُعد، حيث تم الكشف عن وجوده من خلال طريقة العبور أو “الترانزيت”. وهي تقنية تتيح للعلماء رصد تغيرات طفيفة في سطوع النجم الأم أثناء مرور الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف المذهل يسلط الضوء على قدرة الإنسان على استكشاف أغوار الكون والكشف عن أسرار لم يكن لدينا أدنى فكرة عنها.
بهذا الاكتشاف الفلكي، نرى كيف تتداخل العلوم والفضول لفتح أمامنا أفقًا جديدًا من التساؤلات. ورغم أن هذا الكوكب البعيد يظل غامضًا في العديد من جوانبه، إلا أن وجوده يشكل تحفة جديدة في مجال الفلك، تذكير بأن لدينا الكثير من الألغاز الفلكية التي لم نكشف عنها بعد.