عندما نتجه نحو أعماق الفضاء ونسلك طريقنا في أكوان غامضة، نكتشف عجائب الكون وأسرار الكواكب التي تحمل في طياتها قصصًا مثيرة. أحد هذه العوالم الفريدة والمذهلة هي كوكب K2-358b، الذي يشكل نجمًا متألقًا في سماء الفضاء اللامتناهي.
يقع كوكب K2-358b على بعد 1567.0 سنة ضوئية من الأرض، ويتلألأ النجم المضيء الذي ينتمي إليه بقوة تقدر بـ 13.699 درجة حسب المقياس الظاهري للنجوم. يتميز هذا الكوكب بأنه من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يحمل في جعبته خصائص تجعله يشبه إلى حد كبير كوكب نبتون الذي يحتل موقعاً مميزاً في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف كوكب K2-358b في عام 2021، وهو إضافة حديثة إلى قائمة الكواكب البعيدة التي تدور حول نجوم بعيدة. يبلغ الكوكب 7.65 مرة كتلة الأرض، مما يجعله يمتلك كتلة هائلة تفوق بكثير كتلة كوكبنا. وبالمقارنة مع العملاق الغازي جوبيتر، يصل نصف قطره إلى 0.239 مرة نصف قطر العملاق الغازي.
يتداول كوكب K2-358b حول نجمه الأم بمدار يقدر بـ 0.0863 وحدة فلكية، ويستغرق ذلك حوالي 0.030937715 يومًا ليكمل دورة كاملة حول نجمه. تتميز هذه الحركة بالاستقرار، حيث يظهر عدم وجود تفاوت بارز في الشكل البيضاوي لمدار الكوكب.
رغم بساطة تكوينه الكروي وقلة التذبذب في حركته حول نجمه، إلا أن كوكب K2-358b أحد الكواكب التي تشد الانتباه بسبب اكتشافه عبر طريقة العبور أو ما يُعرف بـ “Transit”. هذه الطريقة تعتمد على رصد التغييرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يسمح للعلماء بتحديد بعض الخصائص الأساسية للكوكب بدقة.
باختصار، يُظهر كوكب K2-358b لنا مدى التنوع الفائق الذي يمكن أن يكون موجودًا في عوالم الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، ويسلط الضوء على أعماق الفضاء حيث يكمن الكثير من الألغاز والإكتشافات المذهلة.