في أعماق السماء، تتلألأ نجوم لامعة وتكشف الكواكب عن أسرارها، ومن بين هذه الأجرام السماوية يبرز كوكب ملفت للنظر يُعرف بإسم K2-3 b. يقع هذا العالم السماوي الرائع على بُعد ضوئي يبلغ 144.0 سنة ضوئية من الأرض، ويرافق نجمًا لامعًا يتميز بلمعانه الذي يُقدر بحوالي 12.168 درجة حسب المقياس الظاهري للنجوم.
K2-3 b يعتبر من فئة الكواكب الضخمة الفائقة، حيث يتمتع بسمات تميزه عن باقي العوالم السماوية. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2015، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العديد من العلماء والباحثين في علم الفلك.
إن كتلة K2-3 b تفوق بشكل ملحوظ كتلة الأرض، حيث يبلغ معامل الكتلة مضاعفها حوالي 6.48 مرة. هذا الفارق الكبير في الكتلة يمنح الكوكب خصائص فريدة تميزه عن الكواكب الأخرى. وإذا كانت الكتلة مذهلة، فإن القطر أيضًا يحمل بصمة خاصة، حيث يتجاوز قطر K2-3 b قطر الأرض بمعامل يصل إلى 1.98 مرة.
تدور هذه العملاقة السماوية في فترة دوران قصيرة للغاية حول نجمها الأم، إذ يستغرق الكوكب حوالي 0.027652293 يومًا لاكتمال دورته الفلكية. وبالرغم من أنه يتمتع بمدار قريب جدًا من نجمه، إلا أنه يبدي قلة في الانحراف المداري، إذ يبلغ التمييز في شكل المدار حوالي 0.0، مما يشير إلى استقرار مدهش في حركته حول النجم المضيء.
تم اكتشاف K2-3 b باستخدام أسلوب الكشف عن العبور أو “Transit”، حيث يتم رصد تغييرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يمكن العلماء من استنتاج العديد من المعلومات حول الكوكب، مثل حجمه ومداره وحتى تكوينه الجوي إلى حد ما.
إن كوكب K2-3 b يمثل إضافة مهمة لمجموعة الكواكب المكتشفة خارج نظامنا الشمسي، حيث يوفر فهمًا أعمق لتنوع العوالم السماوية وخصائصها المختلفة. إن مثل هذه الاكتشافات تفتح أفقًا جديدًا في عالم علم الفلك وتسهم في توسيع أفق المعرفة البشرية بأسرار الكون اللامتناهي.