في جموعة الكواكب البعيدة والمدهشة التي تنتشر في أرجاء الكون، نجد أنظمة فلكية تثير الدهشة والاهتمام، ومن بين هذه الكواكب نجد كوكب يُعرف بإسم K2-251b، الذي يشكل واحدًا من الاكتشافات الرائعة في ميدان الفلك.
تتميز K2-251b بموقعها البعيد عنا بمسافة تقدر بحوالى 480.0 سنة ضوئية، حيث تظهر في سماء الليل برغم بُعدها الشاسع كنقطة ضوء ذات توهج لامع. وعندما نتحدث عن السماء، يبرز الكوكب بشكل ملفت للانتباه بفضل سطوعه الفلكي الذي يُقاس بوحدة “التألق”، وفي حالة K2-251b، يُقدر سطوعه بحوالى 15.66 تألقًا، ما يجعله واحدًا من الكواكب الذين يتألقون في جدول الأجرام السماوية.
إذا كنا نركز على الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب الرائع، نجد أنه ينتمي إلى فئة الكواكب المشابهة لكوكب نبتون، حيث يُصنف ككوكب “نبتوني المشابه” أو بطريقة أكثر دقة “Neptune-like”. وقد تم اكتشاف K2-251b في سنة 2018، حيث كانت لحظة فارقة في مجال الفلك تكشف للباحثين عن هذا الكوكب الساحر الذي يكتنفه الغموض.
إذا تجاوزنا الحدود الفلكية والبعد الذي يفصلنا عن هذا العالم السماوي، ندخل إلى عالم التكوين والتركيب الكيميائي لـ K2-251b. يبرز هنا وجود عامل غامض وفريد، وهو معامل الكتلة الذي يبلغ 6.12 مرة كتلة الأرض، ويُعتبر هذا الرقم مؤشرًا على الكتلة الكبيرة التي يحملها الكوكب مقارنة بكوكبنا الأرض. وللتمييز بشكل أدق، يُقارن معامل الكتلة هذا بكتلة الأرض، وهو ما يبرز تفوقه الواضح في الشمول الجاذبي.
فيما يتعلق بحجم K2-251b، يظهر الكوكب بأبعاد لا تقل إثارة عن كتلته. حيث يبلغ معامل الشعاع 0.21 مرة شعاع كوكب المشتري، العملاق الغازي الذي يتربع على عرشه في النظام الشمسي. تلك الأرقام تُلقي الضوء على الكم الهائل للطاقة والمواد التي يتضمنها هذا العالم السماوي البعيد.
لنلقي نظرة على المدار والحركة الدورية لـ K2-251b في فضاء لا نهاية له، نكتشف أنه يتنقل على مداره بنسبة 0.0694 وحدة فلكية. وبمعدل دوران يقارب 0.025462013 يومًا، يظهر هذا الكوكب بأنه يتمتع بحركة ثابتة وتناغمية في مداره حول نجمه الأم.
رغم بعده الشاسع، تمكن العلماء من اكتشاف K2-251b باستخدام أسلوب الكشف عن العابرات “Transit”. وهو أسلوب يعتمد على رصد التغيرات في السطوع النجمي عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يوفر إشارات قيمة تُمكن من استنتاج وجود الكوكب والكثير من المعلومات المتعلقة به.
إن K2-251b يمثل بلا شك إحدى النجوم الساطعة في سماء الفلك، حيث تتلاقى فيه مواصفات فريدة وتكوين فلكي مدهش. وفي ظل الابتكارات المستمرة في مجال الفلك والتق
نيس في تطوير أساليب الرصد والاكتشاف، نتوقع أن يُكتشف المزيد من الكواكب البعيدة والمثيرة في السماء، ما يفتح أفقًا جديدًا لفهمنا لتنوع العوالم الفلكية وتشكيلها في هذا الكون الواسع الذي يحمل في طياته أسرارًا لا تعد ولا تحصى.