في سماء الكون اللامتناهي تتلألأ نجومٌ عديدة، ومن بين هذا البحر الفضائي المهيب يبرز نظام نجمي يحمل في طياته أسرارًا من الكواكب والفضاء. إحدى هذه الكواكب هي HD 64121 b، التي تقع على بعد 424 فرسخ فلكي من الأرض، وتنتمي إلى فئة العمالقة الغازية، ما يعني أنها تمتاز بهيكلها الضخم وتكوينها المكون بشكل أساسي من الغازات.
تتميز HD 64121 b بمقدار ضوء نجمها الأم، حيث يبلغ تألقه 7.43 درجة مغايرة. تلك اللمعان الخافت يجسد لنا جمال وتعقيدات الكون، مشيرًا إلى تركيبات واضحة للجاذبية والتأثيرات الفيزيائية التي تحكم في هذا النظام النجمي.
تم اكتشاف هذا العملاق الغازي في سماء الفضاء في عام 2022، مما أضاف إلينا فصلًا جديدًا في كتاب الفضاء والكواكب المجهولة. ولكن ما يميز HD 64121 b هو ليس فقط اكتشافها، بل البيانات الفريدة التي تم الحصول عليها عنها.
عندما نلقي نظرة على الوزن الخاص بهذه العملاقة، نجد أن كتلتها تعادل 2.56 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا يكشف لنا عن تنوع كبير في الكواكب العملاقة، حيث تظهر اختلافات هائلة في الكتل والتركيبات الكيميائية لتلك العوالم البعيدة.
وإذا نظرنا إلى قطر HD 64121 b، نجد أنه يعادل 1.18 مرة قطر المشتري. يبرز هذا الاكتشاف التنوع البارز في الأحجام والأبعاد بين الكواكب العملاقة، وكيف يمكن للكون أن يخلق تنوعًا لا حدود له في بناء الكواكب.
تدور هذه العملاقة الغازية حول نجمها الأم على مدار يبلغ 1.51 وحدة فلكية، مكملة دورتها في 1.7 سنة زمنية. ولكن الفضول لا يتوقف هنا، إذ تظهر لنا درجة التغيير في مدارها بنسبة 0.11، مما يكشف عن حركة غير تقليدية ومعقدة لهذا العالم الغامض.
وكيف تم اكتشاف HD 64121 b؟ لقد استخدمت طريقة الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يتم رصد تأثير الكوكب على حركة نجمه الأم، ومن ثم يُحسب التأثير الطيفي للحركة الدورانية للنجم. هذا يضيف لنا قطعة أخرى في لغز الكواكب البعيدة، ويسهم في فهمنا للظواهر الفلكية المعقدة.
إن HD 64121 b تمثل نقطة مثيرة في الفهم المستمر للكواكب الغامضة في الكون. تفاصيلها الفريدة تمنحنا نافذة نحو التنوع اللامتناهي للعوالم الفضائية، مما يلهم العلماء والباحثين على استكشاف المزيد من أسرار الكون وفهم أعماق الفضاء اللامتناهي.