في سماء اللامعة، على بُعد يقدر بحوالى 42 سنة ضوئية من الأرض، تتلألأ نجمة براقة تُدعى HD 40307. هذا النجم، الذي يتسم بلمعانه الذي يصل إلى 7.17 درجة، يحمل في طياته أسرار الكون وينبض بقصص الكواكب التي تدور حوله. في عام 2009، تم اكتشاف إحدى هذه الكواكب، وهي HD 40307c، وهي من نوع يشبه كوكب نبتون.
HD 40307c، الذي يتمتع بكتلة تُقدر بنحو 6.6 مرة من كتلة الأرض، يجسد قوانين الجاذبية الفائقة والظروف الفلكية الفريدة التي تحكم الكواكب البعيدة. إن تضاعف كتلته هو ما يمنحه وزنًا استثنائيًا في عالم الكواكب، ويعزز من تأثيره الجاذبي. إلى جانب ذلك، يتميز بنصف قطر يُقدر بنحو 0.219 من نصف قطر المشتري، وهو يتجلى بأبعاد هائلة تجسد روعة تكوين الكواكب في هذا الزمان والمكان.
تدور HD 40307c حول نجمها الأم HD 40307 على مدار يبلغ نحو 0.0799 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانها حوالي 0.026283368 عام، ما يجعلها تعبر مسافات فلكية هائلة في رحلتها اللامتناهية حول هذا النجم البراق. يضيء طريقها بحركة خفيفة تعكس الاستقرار النسبي في هذا النظام الفلكي.
ومن خلال التأمل في تفاصيل اكتشاف HD 40307c، نجد أنه تم الكشف عنها باستخدام أسلوب الكشف عبر السرعة الشعاعية، الذي يعتمد على قياس تأثير حركة النجم الأم الذي يُسببه وجود الكوكب. هذه الطريقة الدقيقة تسلط الضوء على التفاصيل الدقيقة للنظام الكوكبي، وتسهم في فهم أعماق الفضاء والكواكب التي تتخذ من الظلام والبعد المكاني موطناً لها.
في النهاية، يبقى HD 40307c جوهرة فلكية تزين سماء الليل، تروي قصة مثيرة عن تكوين الكواكب وغموض الكون، وتشير إلى أن هناك المزيد من الأسرار الفلكية التي تنتظر الكشف عنها في هذا الفضاء اللامحدود.