في العمق السحيق للفضاء، حيث تتناثر الكواكب والنجوم بأنوارها اللامعة، نجد عالمًا آخر يندرج ضمن سجلات الاكتشافات الفلكية. إحدى هذه الكواكب التي أثارت فضول العلماء والفلكيين هي “HD 39855 b”. تلك الكوكب السماوية البعيدة التي تتمايل في أبعاد الفضاء، موجودة على بعد يناهز 76.0 سنة ضوئية من كوكب الأرض.
تتسم هذه الكوكبة الفريدة بتألق ساطع، إذ تصل شدة إشعاع نجمها الأم، المعروف بالرقم 39855، إلى 7.51 درجة حسب المقياس الفلكي للسطوع. تأتي هذه الأرقام كجزء من جهود العلماء في استكشاف غموض الفضاء والبحث عن علامات الحياة خارج حدود مجموعتنا الشمسية.
ما يميز “HD 39855 b” هو أنها تنتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يتسم هذا العالم السماوي بطابعه الفريد الذي يشد انتباه الباحثين والعلماء. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2019، إضافة مهمة إلى سجل الاكتشافات الفلكية الحديثة.
فيما يخص السمات الفيزيائية لـ “HD 39855 b”، تظهر الأرقام المدهشة لكتلتها. إذ يبلغ ضعف كتلتها مقارنة بكتلة كوكب الأرض، حيث يتجاوز 8.5 مرات كتلتنا الأرضية. وللإضافة إلى ذلك، يبلغ قطرها رُبُع قطر كوكب المشتري، مما يجعلها تندرج ضمن فئة العمالقة الغازية.
تتسارع “HD 39855 b” في فترة دوران حول نجمها، حيث يبلغ شعاع مدارها القريب 0.041 وتستغرق فقط 0.008761123 من السنة لاكتمال دورتها الدائرية. تبرز أحد السمات البارزة لهذا الكوكب في انحراف مداره عن الشكل الدائري الكلاسيكي، حيث تصل قيمة التشوه إلى 0.14.
أسلوب الكشف عن “HD 39855 b” تم عبر أسلوب السرعة الشعاعية، حيث يتم رصد تأثير كتلة الكوكب على حركة نجمها الأم. هذا الأسلوب يسهم في فهم التكوينات الفيزيائية والكيميائية لتلك العوالم البعيدة.
بهذا الاكتشاف، يستمر الإنسان في رحلته المستمرة لاستكشاف أسرار الكون، حيث تفتح هذه الاكتشافات الأفق أمامنا لفهم أعماق الفضاء وتوسيع آفاق العلم والمعرفة. إن “HD 39855 b” تمثل نقطة منيرة في سجل الاكتشافات الفلكية، مشيرة إلى أن هناك المزيد من العجائب السماوية التي تنتظر لتكون كشفاً لأسرارها في المستقبل.