في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تبرز نجمٌ لامع يُدعى HD 34445، وفي رحلة استكشاف فضائية مذهلة اكتُشفت في عام 2017 كوكبٌ جديد يدور حول هذا النجم، يحمل اسم HD 34445 d. تتوسط السماء السوداء بلمعانه الخافت الذي يصل إلى 7.31 درجة من حجمه الظاهري، وهو يبعد عنا بمسافة تبلغ 150.0 سنة ضوئية.
تميز HD 34445 d بأنه كوكبٌ من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يشير هذا التصنيف إلى أن خصائصه يمكن أن تكون مشابهة لتلك التي يتمتع بها كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يتميز هذا العالم الفضائي بكتلة فائقة الضخامة تعادل 30.7 مرة كتلة الأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة. وللتعبير عن حجمه، يمكننا القول إن نصف قطره يعادل 0.542 نصف قطر الكوكب المشهور جوبيتر في نظامنا الشمسي.
أما فيما يتعلق بمداره حول HD 34445، فيبلغ نصف قطر المدار 0.4817 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب مدة زمنية تبلغ 0.32279262 سنة ليكمل دورته الكاملة حول النجم. يتميز المدار بتلك اللمسات الفنية حيث تكمن الغموض في البيانات الخاصة بالانحراف المداري البسيط بنسبة 0.03، والذي يضيف للكوكب بُعدًا آخر من التعقيد والتفرد.
تم استخدام أسلوب الكشف عن السيولة الطيفية الدورية، المعروفة باسم “Radial Velocity”، لاكتشاف هذا العالم السماوي. هذا الأسلوب يقوم على قياس التغيرات في الطول الموجي للضوء الذي يصل إلينا من النجم، مما يكشف عن تأثير جاذبية الكوكب على حركة النجم الأمامي والخلفي.
في ختام الرحلة إلى هذا العالم الفضائي، نجد أن HD 34445 d يضيف للسجل الفلكي لدينا لمسة من التنوع والغموض، وهو يذكرنا دائمًا بمدى تعقيد وتنوع الكواكب التي تدور حول النجوم في هذا الكون الواسع.