في إحدى أركان السماء، تتلألأ نجمة صغيرة تعرف بـ HD 28109، وعلى بُعد يبلغ 455 سنة ضوئية منا، تكمن عالماً جديداً يحمل اسم HD 28109 b، وهو عالم فائق الأرض. تعكس هذه الكوكبة الفريدة من نوعها العديد من الخصائص المثيرة والمعلومات الرائعة التي تميزها في سماء الكواكب والفضاء.
تتسم نجمة HD 28109 بسطوع يبلغ 9.42 درجة، مما يجعلها تكون غير مرئية للعين المجردة وتتطلب استخدام المراصد الفلكية المتقدمة لرصد تلك اللمعان في السماء. تلك اللمعان الخافت يكشف عن عالمها السري، HD 28109 b، الذي تم اكتشافه في عام 2022 بواسطة وسيلة الرصد الفلكي المعروفة بـ “العبور” أو “Transit”، حيث يلاحظ العلماء انخفاضاً طفيفًا في السطوع عندما يعبر الكوكب أمام وجه النجمة.
ما يجعل HD 28109 b فريدًا هو حقيقة أنه ينتمي إلى فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتمتع بكتلة تعادل 18.496 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا هائلاً يفوق الكثير من الكواكب الأرضية المعتادة. وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع هذا العالم بشعاع يعادل 2.199 مرة شعاع الأرض، مما يعزز تميزه في عالم الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تدور HD 28109 b حول نجمه الأم HD 28109 بمسافة تقارب 0.1357 وحدة فلكية، ويستغرق له حوالي 0.062696785 سنة لإكمال دورته حول النجم. ورغم أنه يتميز بحركة دورانية نسبية قصيرة، إلا أنه يظهر بشكل بارز بفضل انحراف مداره البالغ 0.3307، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا في هذا الكون الواسع.
إن اكتشاف كوكب HD 28109 b يمثل نقطة تحول في مجال الفلك، حيث يفتح نافذة جديدة على فهمنا لتنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي. وباستمرار الاكتشافات والتقنيات الفلكية المتقدمة، نتوقع أن تتسارع جهودنا لفهم هذه العوالم البعيدة والغامضة، وربما نكتشف المزيد من الكنوز في سماء الفضاء اللامتناهي.