تعتبر الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية من الأهمية الكبيرة في البحث الفلكي، وتلك التي تدور حول نجوم أخرى قد تحمل في طياتها أسرارًا هامة حول تشكل وتطور الكواكب بشكل عام. من بين هذه الكواكب البعيدة تبرز HD 224538 b، الكوكب العملاق الغازي الذي أضاءت اكتشافه سماء الفضاء في عام 2016.
تقع HD 224538 b على بعد تقريبي يبلغ 258.0 سنة ضوئية منا، مما يجعلها جزءًا من النظام النجمي HD 224538. يظهر النجم الأم، الذي يتمتع بسطوع نجمي يبلغ 8.06، كنقطة ضئيلة في سماء الليل، وقد تم اكتشاف الكوكب الغازي العملاق بواسطة طريقة الكشف عن السرعة الشعاعية.
تمتلك HD 224538 b سمات فريدة تضيف إلى غموضها وتعقيداتها. بلغت الكتلة الضخمة للكوكب ضعفين ونصف تقريبًا من كتلة المشتري، مما يمنحها وزنًا فلكيًا مثيرًا للاهتمام. يعتبر قطرها أكبر بنسبة 13٪ من قطر المشتري، مما يمنحها حجمًا مذهلاً وشكلًا فريدًا ضمن عائلة العمالقة الغازية.
تدور HD 224538 b حول نجمها الأم على بعد يبلغ 2.373375 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حوالي 3.3 سنة. وما يميز هذا الكوكب أكثر هو الانحراف البعيد الذي يبلغ 0.48، مما يشير إلى شكل مدارها المائل وغير الدائري.
الكواكب العملاقة الغازية مثل HD 224538 b تثير فضول العلماء والباحثين، فهي تمثل نافذة فريدة لفهم تشكل الكواكب خارج نطاق النظام الشمسي. إن الكشف عن مثل هذه العوالم البعيدة يفتح أفقًا جديدًا في مجال الفضاء، حيث يتساءل العلماء عن الظروف البيئية والتكوين الكوني الذي يميز كل كوكب في هذا العالم السماوي المدهش.