في إحدى ليالي اللامحدودة، تتلألأ نجوم السماء مثل مجوهرات متلألئة تروي حكايات الكون اللامتناهي. وفي هذا السياق الساحر، تبرز نجمٌ مذهل يُدعى HD 216520، يتألق بسطوع قدره 7.53 في قائمة السماء. هذا النجم يشكل جزءًا من تلك اللوحة الفلكية الرائعة، حيث يحمل معه سرًا فلكيًا مدهشًا يتمثل في وجود كوكب غامض يُعرف باسم HD 216520 b.
تمت اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2020، وهو يبتعد عنا بمسافة تبلغ 64.0 سنة ضوئية. يكمن هذا العالم الفضائي في منطقة ذات سماء مظلمة، تعكس جمال الكون وغموضه في آن واحد. بالنظر إلى درجة سطوع النجم الأم، يمكننا استنتاج أن هذا الكوكب ينتمي إلى فئة الأعمال الفضائية ذات الشكل المشابه لنبتون.
يتميز HD 216520 b بخصائص فريدة، حيث يزن أكثر من 10.26 مرة وزن الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تثير الدهشة. بالمقارنة مع العملاق الغازي المشهور، يتمتع بنصف قطر يعادل 0.284 نصف قطر الكوكب المشتري، مما يمنحه مظهرًا مشابهًا لنبتون في أبعاده.
لا تقتصر المفاجآت عند هذا الحد، حيث يدور HD 216520 b حول نجمه الأم بشكل يشبه إلى حد كبير الكواكب في المجموعة الشمسية. يبلغ شعاع المدار الذي يمشيه هذا الكوكب البعيد حوالي 0.198 وحدة فلكية، ويستغرق فقط حوالي 0.0971937 يومًا لاكتمال دورته حول نجمه. تتميز هذه الدورة الشاقة بإتساع زاوية الدوران، حيث يظهر الكوكب بفعل انحراف بلغت قيمتها 0.09، مما يضفي لمسة من التعقيد على هذا النظام الفلكي.
لقد تم رصد هذا العالم الفضائي الغامض باستخدام أسلوب الكشف عبر السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس تأثير حركة النجم الأم نتيجة لجاذبية الكوكب الضخم. هذا الأسلوب الدقيق يمكنه كشف الحركة اللامعتادة للنجوم، مما يدل على وجود كواكب تدور حولها.
إن HD 216520 b يمثل إحدى التحف الكونية التي تكشف عن أسرار الفضاء البعيد وتدهشنا بتعقيداتها الفلكية الرائعة. يظل هذا الكوكب البعيد شاهدًا صامتًا على أسرار الكون، مضيئًا ليلنا بلمعانه الغامض ومحملًا بالأسرار التي قد تكون مفتاحًا لفهم أعماق الفضاء وألغازه اللامتناهية.