في إحدى أكوان السماء، تبرز نجمٌ ساطع يُعرف بـ HD 164922، وعلى بُعد يصل إلى 72.0 سنة ضوئية، تتناثر حوله أسرار الكون وألغازه. يبلغ تألق هذا النجم حوالي 7.01227 مقدار ظاهري، ما يجعله واحدًا من النجوم اللافتة في سماء هذا الفلك البعيد.
لكن السر الأكبر يكمن في رفيق غامض يدعى HD 164922 b، والذي يُصنف كعملاق غازي. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2005، وهو يدور في فترة قدرها 3.3 سنة على مدار يُقدر بنحو 2.16 وحدة فلكية. يمتلك HD 164922 b خصائص فريدة، فقد تم تحديد كتلته بنسبة 0.36497 من كتلة المشتري، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ضئيلة مقارنة بالعمالقة الغازية الأخرى في الكون.
وعند التفكير في أبعاده، يتجلى الغموض مجددًا، إذ يبلغ نصف قطر HD 164922 b نحو 1.19 مرة من نصف قطر المشتري، ما يعني أنه يمتلك حجمًا مميزًا يجعله لافتًا بين كواكب هذا النوع. يتمتع الكوكب بتكوين فريد وتفاصيل تجعله جزءًا لا يتجزأ من مجرة هذا النجم.
رصد هذا الكوكب البعيد تم باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس تأثير حركة النجم الأم الذي يهتز بفعل جاذبية الكوكب المحيط به. هذا الأسلوب يسمح للعلماء باكتشاف الكواكب البعيدة وتحليل خصائصها بدقة.
على الرغم من بعده الكبير والغموض الذي يكتنفه، يعتبر HD 164922 b إضافة قيمة إلى فهمنا للكواكب الغازية خارج نظامنا الشمسي. يبقى هذا الكوكب ونجمه المضيء في السماء يرويان حكاية الكون ويستمران في تحفيز فضول الإنسان نحو أسرار السماء اللانهائية.