في أعماق السماء، تتألق نجمٌ جديد يُدعى HD 108236، يحمل معه أسراراً وخفايا تلك الكواكب البعيدة التي تدور حوله. ومن بين هذه الكواكب، نجد HD 108236 d، كوكب بعيد ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون.
يتميز HD 108236 d بموقعه البعيد الذي يبلغ مسافته 211.0 سنة ضوئية عن الأرض، وعندما نلقي نظرة على السماء اللامعة، نجده يُضيء بشدة بفضل تألق نجمه الأم HD 108236 الذي يتميز بلمعانه ذي المقدار 9.25 درجة.
تأتي اكتشافات الكواكب البعيدة ككوكب HD 108236 d كمفاجأة سارة للعلماء، حيث تم رصد هذا الكوكب البعيد لأول مرة في عام 2020، مما أضاف نجمة جديدة إلى خارطة الكواكب المعروفة. الطريقة التي تم بها اكتشاف HD 108236 d تتمثل في رصد العبور الدوري للكوكب أمام نجمه الأم، ما يعرف بظاهرة العبور النقي، والتي تُعتبر أحدث تقنيات الكشف الفلكي.
وبالنظر إلى خصائص HD 108236 d، نجد أنه يحمل مضاعف كتلة يبلغ 6.98 مرة مضاعف كتلة الأرض، مما يجعله كوكباً ذا كتلة هائلة تفوق بكثير كتلة كوكب الأرض. وبالمقارنة مع كوكب المشتري، يظهر أن نصف قطر HD 108236 d يعادل 0.227 مضاعف نصف قطر المشتري.
يدور HD 108236 d حول نجمه الأم على مدار بعيد قدره 0.1074 وحدة فلكية، ويستغرق لكي يكمل دورته حول النجم فقط 0.03887748 سنة. هذا يعكس سرعة دورانه السريعة والتي تجعله ينتقل بسرعة على مداره الفلكي.
لا يقتصر الاهتمام بخصائص HD 108236 d على معرفة مكوناته الفيزيائية فقط، بل يمتد إلى طريقة اكتشافه أيضاً. حيث تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العابرة الفلكية، حيث يتم قياس تغييرات اللمعان في نجم HD 108236 نتيجة لمرور الكوكب أمامه، مما يعزز فهمنا لهذا العالم البعيد ويسهم في إثراء معرفتنا بالكواكب خارج نظامنا الشمسي.
بهذا الاكتشاف الرائع، تتوسع نطاقات المعرفة حول الكواكب البعيدة وتتحول الأفق الفلكي إلى أفق جديد مليء بالأسرار والتحديات التي تنتظر الكشف عنها في السماء اللامعة، وكأن HD 108236 d يحمل في طياته أحداثاً فلكية مثيرة للفضول والاستكشاف.