في إحدى الأركان النائية للفضاء الخارجي، تتوسع المجرات وتتناثر الكواكب كجواهر متلألئة في سماء الكون اللامتناهي. وفي هذا السياق الساحر للكون، نجد أحد الكواكب الغامضة التي تستحق الانتباه والتفكير، وهي كوكب HATS-60 b.
يقع كوكب HATS-60 b في بعد يبلغ حوالي 1587.0 سنة ضوئية عنا، حيث يتلألأ في سماء الفضاء بلمعان يعكس تألق النجوم المحيطة به. بالنظر إلى السماء المظلمة، يظهر HATS-60 b ككوكب عملاق ينتمي إلى فئة العمالقة الغازية.
تم اكتشاف هذا الكوكب الفريد في عام 2018، حيث قام العلماء برصد الانتقالات الكواكبية باستخدام طرق الكشف عن الكواكب بين النجوم. تعتبر هذه الطريقة من بين الوسائل الأكثر فعالية لاكتشاف الكواكب البعيدة، حيث يتم رصد تأثير الكوكب على كمية الضوء المار بيننا وبين النجم المضيء.
من الناحية الفيزيائية، يتميز HATS-60 b بخصائص فريدة تجعله يبرز في سجلات الكواكب. إذ يبلغ كتلة هذا العملاق الغازي حوالي 0.662 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي البارع في نظامنا الشمسي. وبالنسبة للقطر، يفوق قطر HATS-60 b قليلاً قطر المشتري، إذ يعادل 1.153 قطر المشتري.
لكن، رغم ضخامته وشدة جاذبيته الضخمة، يدور HATS-60 b حول نجمه الأم بمدار يبلغ نحو 0.04708 وحدة فلكية، ويحتاج إلى حوالي 0.009856262 سنة لاستكمال دورته حول النجم. يظهر هذا الكوكب بطابع غير تقليدي في مداره، حيث تبلغ الانحرافات في مداره نحو 0.19، مما يمنحه حركة غير اعتيادية وجاذبية سماوية متميزة.
ما يلفت الانتباه أيضاً هو الطريقة التي تم بها اكتشاف HATS-60 b، حيث تم استخدام طرق الكشف عن الكواكب عن طريق رصد الانتقالات الكواكبية أثناء عبورها أمام نجمها الأم. هذا الأسلوب الدقيق يتيح للعلماء استنتاج العديد من الخصائص الفيزيائية للكوكب بدقة فائقة.
بهذا السياق، يظهر HATS-60 b كجوهرة فريدة في سماء الفضاء، تتحدى قوانين الجاذبية وتروي قصة مثيرة عن التنوع الرائع للكواكب خارج نظامنا الشمسي. إن فهم هذه الكواكب البعيدة يسهم بشكل كبير في توسيع مدى معرفتنا بأسرار الكون والظواهر الفلكية التي تتلاطم في أرجاء الفضاء اللامتناهي.